خبيرة عالمية: الإمارات تمتلك بنية تحتية طبية وتكنولوجية «مُذهلة»
أشادت الخبيرة العالمية في مجال الجراحة والتكنولوجيا الطبية، الدكتورة كاثرين مور، بالتطور الهائل الذي وصلت إليه البنية التحتية الطبية في دولة الإمارات، والريادة التي حقّقتها في الاستعانة بالتكنولوجيا على صعيد قطاع الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن وتيرة النمو في دولة الإمارات مذهلة، كونها في طليعة دول العالم الأكثر اهتماماً بالمرضى، إذ تحرص على أن يكون المريض في مقدمة أولوياتها.
وكشفت مور، خلال ثانية المحاضرات الرمضانية التي أقيمت في «مجلس محمد بن زايد»، أن دول العالم تشهد نحو 17 مليون حالة وفاة، وتتخلّف عن إجراء 150 مليون عملية جراحية سنوياً، نتيجة النقص الكبير في أعداد الأطباء والجراحين مقارنة بالنمو السكاني، وهو أمر يستوجب معه زيادة التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة والروبوتات في المجال الصحي، خصوصاً أن إجمالي عدد العمليات الجراحية التي تجريها هذه الروبوتات حالياً جاوز المليوني عملية سنوياً.
اتجاهات جديدة
وتفصيلاً، شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، ثاني محاضرات «مجلس محمد بن زايد» الرمضانية، والتي عقدت، أول من أمس، في مقر المجلس بجامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، تحت عنوان «الاتجاهات التكنولوجية الجديدة في مجال الصحة»، وذلك بحضور عدد كبير من الشيوخ وكبار المسؤولين، وممثلي القطاع الصحي.
وبدأت المحاضرة، التي ألقتها خبيرة الجراحة والتكنولوجيا الطبية رئيسة مؤسسة «إنتويتيف فاونديشن»، الدكتورة كاثرين مور، بعرض فيلم تسجيلي قصير عن الرؤى والأفكار الخاصة بمستقبل الرعاية الصحية، والتأثير التحويلي للتكنولوجيا في نظام الرعاية الصحية، ثم تحدّثت مور، عن التكنولوجيا وغزوها المنازل بشكل كبير، وتأثيرها في جميع مناحي الحياة، وأسباب اهتمام الباحثين والعلماء بتطوير هذه التكنولوجيا، بهدف تسخيرها في مجال الطب والصحة.
نجاح كبير
وقالت مور إن «التكنولوجيا أثبتت منذ تسخيرها لخدمة مجال الصحة، خلال العقود الماضية، نجاحاً كبيراً في المساعدة على تقديم أفضل علاج للمرضى، والتقليل من معاناتهم في الوقت نفسه، إذ تمكنت التكنولوجيا من توفير آلات جديدة وأدوية تساعد على حماية العديد من الأشخاص ضد الأمراض، والإسراع في شفائهم، كما استطاعت تحسين الأبحاث والدراسات العلمية لجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة».
وأضافت أن «التكنولوجيا وفرت طرقاً لحفظ التاريخ الطبي لجميع المرضى، الأمر الذي سهّل انتقال البيانات ما بين الأطباء، وعدم ضياعها، بهدف تحسين الرعاية الطبية، كما بالإمكان استخدام هذه المعلومات لاستغلالها في أبحاث ودراسات علمية تصب في هدف إيجاد علاجات واكتشافات في المجال الطبي».
الروبوت
وتابعت مور: «قبل 30 عاماً بدأنا تجربة تكنولوجيا جديدة تسمى بعلم التحكم الآلي، وكانت فكرتنا آنذاك كيف سنتمكن من تحسين الرعاية الجراحية باستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة، وقد كانت الروبوتات الأولى بسيطة وأولية للغاية، وعندما بدأ زوجي العمل للمرة الأولى في شركة (إنتيوتيف سيرجيكال)، عام 2001، كان قد تم إجراء بضع مئات من العمليات الجراحية البسيطة بوساطة الروبوتات».
وذكرت «عندما انضممت إلى المؤسسة ذاتها عام 2006، بعد أن أنهيت تدريبي الطبي، وصل عدد العمليات الجراحية التي تمت بوساطة الروبوتات إلى 100 ألف، ومع تطوّر التقنيات أصبحت الروبوتات الجراحية موجودة في المستشفيات في جميع أنحاء العالم، خصوصاً في دولة الإمارات، حيث باتت أكثر فاعلية وتقدماً، ليتخطى إجمالي عدد العمليات الجراحية التي تجريها هذه الروبوتات مليوني عملية سنوياً».
وقالت: «عندما نفكر في بناء البنية التحتية الطبية، فإن الكثير من الناس يظنون أنهم بحاجة إلى بناء المستشفيات، وهو أمر لا يستغرق عادة أكثر من عام، وفي أبوظبي، أعتقد أنه يمكنكم بناء مستشفى في نحو ستة أشهر، لكن تبقى الإشكالية في كون تدريب الأطباء والكوادر الصحية التي ستعمل في المستشفى يستغرق 10 سنوات، ولذلك جاء التفكير في الاستعانة بالتكنولوجيا في تدريب وتأهيل الطواقم الطبية عن بعد، وهو نموذج حقق نجاحاً كبيراً في كثير من الدول، خصوصاً في ظل النقص في أعداد الأطباء والجراحين مقارنة بالنمو السكاني».
القدرة اللازمة
وأوضحت مور «لشرح ما أعنيه اعلموا أننا نجري سنوياً نحو 300 مليون عملية جراحية على مستوى العالم، ورغم ذلك فنحن متخلفون بنحو 150 مليون عملية جراحية، فهناك أشخاص في دول كثيرة لا يملكون ببساطة القدرة على الوصول إلى الجراحات التي تنقذ الحياة، والتي يحتاجون إليها عند تعرضهم لحادث أو عند حدوث نزيف بعد الولادة، مثلاً، وهذا يؤدي إلى ما بين 7 إلى 17 مليون حالة وفاة يمكن تجنبها، لو كان لدينا فقط عدد كافٍ من الجراحين وبنية تحتية جراحية كافية على مستوى العالم، ومن ثم يمكننا تغيير وتيرة التدريب للكوادر الطبية على مستوى العالم، بإدخال التكنولوجيا، لأن توسيع نطاق الجراحة مثلما يحتاج إلى مستشفيات ومعدات وأطباء وممرضات، فهو يحتاج كذلك إلى إعادة تفكير جذرية في عملية التدريب».
وأشارت مور إلى أن التطور التكنولوجي في القطاع الصحي ساعد الأطباء كثيراً على التواصل مع المرضى بسهولة أكثر، عبر شبكات الإنترنت، حيث لم يعد من الضروري أن يتوجه المريض إلى العيادة والانتظار فترات طويلة لاستشارة الطبيب، بل أصبح بإمكان المرضى استشارة الطبيب الآن عن طريق الوصول إلى الإنترنت.
تطور هائل
وأبدت إعجابها البالغ بمدى التطور الهائل الذي وصلت إليه البنية التحتية الطبية في دولة الإمارات، مؤكدة أن الإمارات تستفيد من التكنولوجيا تقريباً في جميع قطاعاتها، وحققت الريادة في تكنولوجيا قطاع الرعاية الصحية.
وقالت مور: «إن وتيرة النمو في دولة الإمارات مذهلة وأتصور أن ذلك سيستمر مستقبلاً، ومن أجل الاستمرار في الحفاظ على صدارته، أعتقد أن التركيز على مواصلة الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة وإدخالها إلى النظام الصحي، طالما كانت هذه التكنولوجيا ستزيد من الإمكانات المتاحة، وتُحسّن النتائج العلاجية للمرضى»، مشددة على أن الإمارات في طليعة دول العالم التي تحرص على أن يكون المريض في مقدمة أولوياتها.