“إرثي للحرف المعاصرة”.. تمكين المرأة على خارطة الصناعات الإبداعية

مع احتفائه بيوم المرأة العالمي، يرفع العالم هذا العام شعار “لجميع النساء والفتيات: الحقوق والمساواة والتمكين” في تذكير بأن مسيرة تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين الجنسين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لا تزال مستمرة، وأن التحدي الأكبر اليوم هو تحقيق المساواة في القطاعات والصناعات غير التقليدية، وعلى رأسها قطاع الصناعات الإبداعية.
وفي هذا الإطار يقدم “مجلس إرثي للحرف المعاصرة” نموذجاً إماراتياً برؤى إقليمية وعالمية في تمكين المرأة في قطاع الصناعات التراثية والحرف اليدوية المتقدمة بوصفها صناعات حيوية لتحقيق التمكين والمساواة والريادة الاجتماعية والاقتصادية للمرأة،
جهود لتعزيز التوازن عالمياً
منذ تأسيسه عام 2018، قدم “مجلس إرثي للحرف المعاصرة” رؤية نوعية تجاه تعزز مشاركة المرأة في الصناعات الإبداعية، حيث يجمع بين التمكين الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز الهوية الثقافية، وعلى الرغم من انطلاقه من دولة الإمارات العربية المتحدة، نجح المجلس في تقديم تجربة عالمية يُمكّن النساء والفتيات من دخول سوق العمل الحرفي والصميمي بمهارات متقدمة.
نموذجاً ملهماً لنساء العالم
وتؤكد سعادة ريم بن كرم، مدير عام مجلس إرثي للحرف المعاصرة، أن سيدات إرثي حققن قفزة نوعية في قطاع المهارات الحرفية، واستطعن من خلال الابداعات والابتكارات دمج التراث والتاريخ بروح المعاصرة والحداثة،الأمر الذي جعل من “إرثي” برؤيته ورسالته نموذجاً ملهماً للنساء ومؤسسات المرأة في جميع المجتمعات.
وتقول بن كرم: “نحرص في “إرثي” على تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص في قطاعات تقع في قلب أهداف التنمية المستدامة العالمية، وفي مقدمتها المساواة في دعم النمو الاقتصادي والمساواة في حفظ التراث المادي والثقافي والمساواة والشراكة في استدامة الموارد وحماية البيئة، إلى جانب تعزيز دور المرأة ومشاركتها في دعم نمو الصناعات الإبداعية، وعلى الصعيد ذاته نركز من خلال ممارسات “إرثى” على صيانة حقوق جميع الحرفيين في كافة مراحل الإنتاج وهو ما يعد أحد أهم أشكال المساواة التي يجب أن يحظى بها المبدعين في مجالات عملهم.
حضور عالمي واتفاقيات استراتيجية
نجح “إرثي” في ترسيخ مكانته على الساحة الدولية من خلال شبكة واسعة من التعاونات التي تجمع بين المصممات والحرفيات من دول عدة، منها الأردن، وإيطاليا، وباكستان، حيث أسهمت هذه الشراكات في تبادل الخبرات ونقل المعرفة وتعزيز المهارات الحرفية في التصميم والتصنيع والإدارة والتسويق.
وفي أبرز مشاركاته الدولية، قدم “إرثي” أعماله في “ديزاين ميامي – شنغهاي”، المنصة العالمية المتخصصة بالتصميم، حيث عُرضت تصاميم تجسد التراث الإماراتي والعربي برؤية معاصرة، وممثلاً لدولة الإمارات العربية المتحدة، عرض “إرثي” مجموعة تصاميم حصرية تضم 78 قطعة فنية من المجوهرات والديكور والأثاث والحقائب وغيرها من المشغولات الإبداعية والفنية في “معرض لندن للتصميم” والذي يعد أحد أكبر معارض التصميم في العالم، كما شارك في “أسبوع ميلان للتصميم 2022” و”أسبوع ميلان للتصميم 2023″، أحد أهم الأحداث العالمية على أجندة عالم الفنون والتصميم، إلى جانب مشاركته في أسبوع الدوحة للتصميم المنصة المنفردة للتصميم العربي المعاصر.
تكامل في الرؤية
كل هذه المنجزات وغيرها الكثير في رصيد “مجلس إرثي للحرف المعاصرة” ساهمت في فتح مجالات جديدة أثبتت فيها المرأة أنها إضافة نوعية لجهود العالم أجمع، وأن المساواة في القطاعات غير التقليدية كما قال عنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش: “لا تعني فقط العدالة، بل هي أيضاً رافعة للنمو والتقدم، وإن
المجتمعات التي تعزز التنوع هي أكثر قدرة على الابتكار والتكيف مع المستقبل”.