افتتاح المعرض اليوم في سوذبيز دبي 1 مارس يليه معرض آخر في لندن من 19 إلى 22 ابريل ثم مزاد علني يوم 23 ابريل
رسالة حب إلى بيروت
المعرض في “قرية البوابة”، مركز دبي المالي العالمي، يضمّ أيضاً بعض القطع المميّزة من مزاد سوذبيز لفنون العالم الإسلامي والهند
ألكسندرا روي، رئيسة قسم مبيعات فن الشرق الأوسط في القرن العشرين، سوذبيز:
“لطالما كان لبنان موطناً لمجتمع فني له مساهمات قيّمة في المشهد الثقافي، سواءً من الفنانين اللبنانيين الذين رسموا مناظره الطبيعية الجميلة وهندسته المعمارية العريقة، أو الذين درسوا وعملوا في بيروت. لقد أردنا أن نخصّص منبراً لاختبار ثراء هذه الثقافة وهذا التاريخ، وتسليط الضوء على لبنان كمكان للسحر والإلهام. ومن خلال القيام بذلك، أردنا إثارة حوارات جديدة بين الثقافات وسط الطلب العالمي المتزايد على أعمال هؤلاء الفنانين.”
كاتيا نونو بويز، رئيسة دار سوذبيز في الإمارات العربية المتحدة:
“إحدى أعظم سمات دبي هي أنها بوتقة الانصهار، حيث يجتمع عشاق الفن من جميع أنحاء العالم ويتناقشون ويشقون مسارات جديدة. ومن المناسب بالتالي، نظراً لهذه الروابط الثقافية الوثيقة، أن نحتفل بمجال فني آخر في المنطقة يعدّ في حد ذاته نقطة جذب للإبداع.
بيروت مدينة ينتشر فيها الفن في كل مكان، وتتمتع كل بقعة منها بثقافتها الفريدة وماضيها، حيث يمكنك تتبع تاريخ العديد من كبار الفنانين في الشرق الأوسط. وفي ربيع هذا العام، سوف تحتفل سوذبيز بالمشهد الثقافي الغني والفنانين الرواد في لبنان من خلال مزاد مخصص لهم سيقام يوم 23 أبريل.
يقدم المزاد نظرة إلى أعمال ما يقارب الخمسين فناناً، بينهم حوالي ثلاثين فناناً لبنانياً إضافة إلى آخرين من العراق ومصر وسوريا وفلسطين، الذين تشكلت إبداعاتهم من خلال تفاعلهم مع البلد، سواء كان ذلك من خلال الإقامة أو الصداقة أو الدراسة أو السفر أو المعارض. وهو يشمل أبرز اللوحات والألوان المائية والوسائط المختلطة والمنحوتات لأمثال إيتيل عدنان وأوغيت كالان وأيمن بعلبكي ومنى السعودي وعارف الريس وسلوى روضة شقير، على سبيل المثال لا الحصر. وتتبع الأعمال مجتمعةً تأثير لبنان منذ بدايات الحداثة في منتصف القرن وحتى يومنا هذا على الفن في المنطقة والعالم ككل.
وقبل المزاد في لندن، ستعرض مجموعة مختارة من الأعمال في دار سوذبيز دبي، مركز دبي المالي العالمي. وسوف يقام المعرض المفتوح بالتزامن مع آرت دبي ويستمر من 26 فبراير إلى 1 مارس، كما سيكشف أيضاً عن قطع مذهلة من مزاد سوذبيز لفنون العالم الإسلامي والهند، إضافة إلى أعمال فنية أخرى حديثة ومعاصرة، بينها لوحتان للفنان الإيراني الرائد بهمن محصص.
وسوف تعرض المجموعة الكاملة لاحقاً في نيو بوند ستريت بين 19 و22 أبريل.
بيروت من الستينات حتى اليوم: رسالة حب إلى الفنون
يبدأ المزاد مع منتصف القرن العشرين، في أعقاب ظهور الحداثة في فترة ما بعد الحرب في المدينة، والتي تزامنت مع التحول نحو لبنان كدولة مستقلة. وقد ارتقى الدستور الديمقراطي في السنوات التي تلت العام 1943 بمكانة الفنان من حرفي إلى مثقف، بدفع من التطورات المؤسسية والأنشطة الثقافية التي دعمت البيئة الفنية. ولم يمض وقت طويل حتى امتلأ المشهد الفني بمدارس فكرية متنوعة وأساليب تعبير انعكست في الأعمال المعروضة.
إيتيل عدنان، لوحة من دون عنوان (في الصفحة الأولى)، حوالي عام 1965 (القيمة: 150.000-250.000 جنيه إسترليني)
ولدت إيتل عدنان في بيروت عام 1925، وتعتبر اليوم واحدة من أكثر الفنانين شهرة على المستوى الدولي في المنطقة، ومن المقرر أن يتم تمثيلها هذا العام في بينالي البندقية وتكريمها في معرض كبير في مركز إثراء، المملكة العربية السعودية. ويجمع هذا العمل المبكر بين حبها للألوان النقية وانجذابها إلى التجريد الهندسي وانبهارها بالشمس وبحر بيروت في شبابها.
محمود سعيد، بيوت عيتنيت (في الصفحة الأولى)، 1951 (القيمة: 55.000-65.000 جنيه إسترليني)
يعتبر محمود سعيد مؤسس الفن المصري الحديث، وكان أستاذاً في رسم المناظر الطبيعية، حيث لم يبعث الحياة في مناظر مصر فحسب، بل أيضاً الأماكن التي زارها أثناء عطلاته. وخلال الخمسينات، كان ملاذه الصيفي المفضل هو لبنان، وهنا نراه يصور قرية عيتنيت (على بحيرة خارج بيروت). ويوجد على الجزء الخلفي من اللوحة إهداء لصديق سعيد ومعلمه الدكتور جوزيف القيم، وهو عضو في الأدباء البوهيميين. واللوحة من مقتنيات عائلته وسوف تعرض للبيع في المزاد العلني لأول مرة.
عارف الريس، لوحة من دون عنوان، 1972 (القيمة: 60.000-80.000 جنيه إسترليني)
ولد عارف الريس في بيروت عام 1928 وأظهر موهبته منذ الصغر، ثم تطور كفنان وعلّم نفسه بنفسه ليصبح رائداً في طليعة الفنانين في لبنان. كان معرضه الأول في لبنان عام 1948، وبعد ذلك سافر بين السنغال وباريس – ودرس على يد فرناند ليجر وأندريه لوت – ثم انتقل إلى غرب أفريقيا، حيث استلهم أعماله من الفولكلور والزخارف الغامضة. وتعود هذه اللوحة لمرحلة رجوعه إلى بيروت.
أوغيت كالان، لوحة من دون عنوان، 2004 (القيمة: 40.000-60.000 جنيه إسترليني)
ولدت أوغيت الخوري كالان في بيروت عام 1932، وكانت الابنة الوحيدة لأول رئيس للبنان بعد استقلال البلد عن فرنسا. بدأت كالان رحلتها كرسامة في وقت متأخر من حياتها، والتحقت بالجامعة الأميركية في بيروت عام 1965، عندما كانت متزوجة وأم. وهناك درست الفن رسمياً مع صديقتها المعاصرة هيلين الخال. وفي العام 1970، تركت كالان عائلتها وانتقلت إلى باريس، في خطوة أشارت إلى أن الفن كان سيصبح حياتها كلها.
يعرض المزاد أيضاً لوحة للفنانة هيلين الخال من العام 1982 (التقدير: 30.000–50.000 جنيه استرليني)، والتي افتتحت مع زوجها يوسف الخال أول معرض فني تجاري في بيروت (“غاليري وان”) عام 1963.
صليبا الدويهي، منظر بحري، 1951 (القيمة: 50.000-70.000 جنيه إسترليني)
كان صليبا الدويهي، أحد أبرز الرسامين في لبنان خلال القرن العشرين، مفتوناً بالمناظر الطبيعية في وطنه، معبّراً عنها من خلال مستويات مميزة من الألوان العميقة. ودرس الدويهي في الولايات المتحدة وأوروبا، ثم انتقل إلى نيويورك في العام 1950 – قبل أشهر قليلة من رسم هذا العمل العابر – حيث انتقل من الواقعية إلى التجريد، مستوحى من الفنانين الذين التقى بهم في مسيرته (بما في ذلك مارك روثكو).
منى السعودي، لوحة من دون عنوان، 1980 (القيمة: 50.000-70.000 جنيه إسترليني)
ولدت منى سعودي في عمان بالأردن. وكانت في طفولتها تستطلع الآثار القديمة المحيطة بمنزلها، وتلعب بين التماثيل الحجرية والأعمدة الرومانية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين. وفي سن السابعة عشرة، انتقلت إلى مدينة بيروت الصاخبة لتحترف الفن. وكانت العاصمة اللبنانية العالمية في الستينات مركزاً للمثقفين العرب وموطناً لمجتمع فني وأدبي مزدهر. وأقيم أول معرض فردي لمنى في مقهى الصحافة (بيروت) في شتاء العام 1963، وكان بمثابة لحظة تحوّل في حياة الفنانة – ما مكنها من تمويل رحلة لها إلى باريس، حيث ذهبت للالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة.
سلوى روضة شقير، لوحة من دون عنوان، من المجموعة المزدوجة المتكررة، 1988-1990 (القيمة: 40.000-60.000 جنيه إسترليني)
ولدت سلوى روضة شقير في بيروت عام 1916، وتعتبر أول فنانة تجريدية حديثة حقيقية في لبنان، ونحاتة رائدة في العالم العربي. ومنذ البداية، كانت شقير منشغلة بالفن والهندسة المعمارية للعالم الإسلامي، وهو الانشغال الذي تفاقم بسبب رحلة إلى مصر عام 1943. وعبر اتباع عنصرين أساسيين في التصميم الإسلامي – الخط والمنحنى – تتميز أعمال شقير الأنيقة بالتجريب المستمد من التقليد.
محمد غني حكمت، الأم والطفل، 1994 (القيمة: 60.000-80.000 جنيه إسترليني)
هذه المنحوتة للفنان العراقي الشهير محمد غني حكمت كانت سابقاً ضمن مجموعة الفنان اللبناني ألفريد بصبوص – رائد النحت العربي – الذي عرضها كجزء من معرضه الدولي الدائم للنحت (الذي أقيم في مسقط رأسه راشانا). وتوضح رحلة هذه المنحوتة تأثير هؤلاء الفنانين من بلدان مختلفة على بعضهم البعض. ويستكشف حكمت فيها موضوع الأمومة من خلال رؤية أهل بغداد والحياة اليومية العراقية، وقد تم تنفيذها بطريقة مختصرة ومجرّدة وخالدة.
ويعرض المزاد أيضاً لوحة لدمية متحركة للفنان مروان (أستاذ الفنون الذي رعى العديد من كبار الفنانين اللبنانيين المعاصرين، بمن فيهم أيمن بعلبكي)، ولوحة للفنانة سيسي سرسق (أحد أفراد العائلة الأرستقراطية التي تقف خلف متحف سرسق في المدينة)، وعملاً متعدد الأوجه لنبيل نحاس (مستوحى من الأنماط الهندسية الموجودة في الفن الإسلامي الزخرفي لمدينته الأصلية، بيروت).
فن الشرق الأوسط خلال القرن العشرين
في 23 أبريل، ستقدّم سوذبيز مزادها نصف السنوي لفن الشرق الأوسط الحديث والمعاصر، والذي يجمع اللوحات والرسومات والمنحوتات والسيراميك لفنانين من شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا وإيران وتركيا.
وتشمل أبرز مقتنيات المزاد التي ستعرض في دبي أولاً لوحتين نادرتين للفنان بهمن محصّص من العام 1964 (القيمة التقديرية: 150.000 – 200.000 جنيه إسترليني لكل منهما). وكان محصّص أستاذاً حقيقياً في فن العصر الحديث في إيران، حيث مهد الطريق لعدد كبير من الفنانين الناشئين. وتراوحت إلهاماته من الفلسفة الفرنسية إلى الأساطير اليونانية القديمة، بالإضافة إلى الفنانين الذين أعجب بهم، بمن فيهم بابلو بيكاسو وهنري مور وألبرتو جياكوميتي وفرانسيس بيكون. وتصور اللوحتان القماشيتان “فيفي”، وهي بطلة خيالية تظهر بشكل متكرر في عدة أشكال عبر أعمال محصّص – ما يسمح له بالتعبير عن مشاعره الخام وتحدي تصورات الجمال في الفن.
فنون العالم الاسلامي والهند
يشهد معرض فنون العالم الإسلامي والهند المقام يوم 24 أبريل، التراث الذي تركه الفنانون الناشطون في ظل الحكم الإسلامي منذ القرن الثامن، من إسبانيا وشمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط، ومن آسيا الوسطى إلى الهند، وما وراءها.
وتشمل الأعمال البارزة التي ستزور دبي عدداً من المصاحف وأوراق القرآن النادرة والمزخرفة بشكل جميل، والتي تعود إلى ما بين القرن التاسع (مع ورقة ضخمة بالخط الكوفي على الرق قيمتها 60.000 إلى 80.000 جنيه إسترليني)، والقرن السادس عشر (من خلال مصحف مصغّر ومُضاء بشكل غير عادي مع هوامش زهرية ذهبية قيمته 28.000-35.000 جنيه إسترليني).
ويضم المعرض أيضاً مخطوطتين مع صور مثيرتين للإعجاب تحملان أصولاً عريقة. فالأولى من العصر الصفوي، وهي ورقة مضاءة من مخطوطة الشاهنامه للفردوسي (القيمة: 150,000-200,000 جنيه إسترليني)، وتصور أحد أشهر المشاهد من “كتاب الملوك” الفارسي، إلى جانب الصحيفة المغولية ذات الوجهين من الألبوم والتي كانت موجودة سابقاً في مجموعة “دوق لوينز” العائلية (القيمة: 120,000-180,000 جنيه إسترليني)، والتي تصور أنشطة البلاط بما في ذلك الأمير هوكينج.
ومن القطع المعروضة، وعاء فضي عثماني نادر عليه طغراء سليمان القانوني، وقد تمت صناعته بشكل جميل في منتصف القرن السادس عشر (القيمة التقديرية: 40.000-60.000 جنيه إسترليني).
ساعات عمل معرض دبي
الاثنين 26 فبراير: من 3 بعد الظهر إلى 6 مساءً
الثلاثاء 27 فبراير: من 10 صباحاً إلى 6 مساءً
الأربعاء 28 فبراير: من 10 صباحاً إلى 6 مساءً
الخميس 29 فبراير: من 3 بعد الظهر إلى 6 مساءً
الجمعة 1 مارس: من 10 صباحاً إلى 6 مساءً