البدية من أقدم مساجد الإمارات بنى منذ 600 عام بالفجيرة
الفجيرة / الإمارات العربية المتحدة
مسجد البدية من اقدم مساجد الامارات حيث يقع في قرية البدية بإمارة الفجيرة المطلة على خليج عمان ذات المميزات والخصائص التاريخية والعمرانية المتميزة، التي أثرت على البيئة المحيطة بما تحتويه من آثار ومباني ذات قيمة ثقافية واجتماعية تعود للفترة الهلنستية (200 ق.م).
يميز القرية المسجد التاريخي إلى جانب البرجان الأسطوانيان المجاورين المطلان عليها واللذان كان يستخدمان للمراقبة والحراسة، مثلهما مثل بقية الأبراج الأخرى المنتشرة في إمارات الدولة. يقع المسجد على الطريق بين مدينة خورفكان ودبا الفجيرة، حيث يبعد مسافة ثمانية وثلاثين كيلومترا شمال مدينة الفجيرة وخمسة وعشرين كيلومترا جنوب مدينة دبا الفجيرة وسبعة كيلومترات شمال مدينة خورفكان. أثبتت الدراسات المتخصصة أن تاريخ بناء المسجد يرجع إلى عام 1446م ، ومن هنا اكتسب المسجد مسمى القرية التي احتضنته منذ العهود السالفة حيث يمثل استمرارية لحقبة زمنية هامة تعبرعن التكامل بين الآثار التاريخية المحيطة والبيئة العمرانية.
بنى المسجد بشكل بسيط من الأحجار و الطين والجبس. مساحته 53 متر مربع و ارتفاع 1.5 متر. ويستوعب نحو 50 إلى 70 مصلياً. ويتخذ شكلا مربعا متساوى الاضلاع ولديه أربعة قباب بدعم من ركيزة واحدة غير خشبية داخل المسجد. يتكون المسجد من قاعة للصلاة المؤدية للفناء الخارجى من جهة الشرق وتتكون من عناصر معمارية تراثية ” المحراب ، المنبر ، العقود ، التجاويف ، الفتحات ” ويتميز بوجود عمود دائرى المقطع يقسم حيزه الداخلى لاربع مربعات متقاربة الابعاد تعلوها اربعة قباب مركبة الواحدة فوق الاخرى وقبة اخرى كبيرة ذات راس دقيق. ويعد من اقدم المساجد الاثرية فى الامارات حيث تقام به الصلاة حتى الآن وتم بناءه من مادة الطين المحروق والحجارة الكبيرة والصغيرة المسماه بالبازلت . يميز المسجد شكل جمالى فيه ابداع يحتوى على لوحات جصية مربعة بسيطة التكوين يتخللها الهواء وتسمح بمرور الاضاءة المباشرة بالاضافة الى كوات توضع بها المصابيح وتحتوى على زخارف بارزة تسمى مقرنصات فى اركان الجدران المتصلة بالقباب وفى الخارج يتميز المسجد بشريط زخرفى جصى اعلى جدران المدخل وتتميز زخارفه بتوعها وبساطتها . ونظرا لاهمية المسجد من الناحية التاريخية والمعمارية حيث بني المسجد عام 1446 ميلادية (عمره الآن 652 عاماً)، وأعادت تأهيله كموقع سياحي بالتعاون مع قسم المباني التاريخية في بلدية دبي حيث تم تقدير عمر المسجد استناداً إلى نتائج دراسة أجرتها إدارة التراث والآثار في الفجيرة، بالتعاون مع جامعة سيدني الاسترالية، خلال موسم التنقيب 1997-،1998 حيث تم أخذ عينات لمواد عضوية (فحم نباتي) من أسفل أساس جدران المسجد وأجريت عليها تحاليل كيميائية ويجمع المسجد إلى جانب قيمته الدينية كأحد دور العبادة التي يذكر فيها اسم الله سبحانه وتعالى، قيمة تاريخية تجذب إليه الناس من كل أنحاء العالم. وهو من أقدم مساجد الدولة حيث تقام فيه الصلوات الخمس يومياً، وهناك إمام يؤم المصلين من أهالي المنطقة والمقيمين والزائرين باستثناء يوم الجمعة نظراً لصغر حجمه، وعدم قدرة مساحة المسجد على استيعاب المصلين.