خلال ملتقاها الرابع “اجتماعية الشارقة” تبحث في “العمل التطوعي في الأزمات والكوارث”
الشارقة /
تحت شعار “العمل التطوعي في الأزمات والكوارث”، عقد مركز الشارقة للعمل التطوعي في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة الملتقى التطوعي الرابع، تزامناً مع يوم التطوع العالمي الذي يوافق تاريخه الخامس من ديسمبر، في سفاري الشارقة، وذلك بحضور أحمد الميل رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية، وعلي الجويعد رئيس المكتب التنفيذي للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وحصة الحمادي مدير إدارة التلاحم المجتمعي ومركز الشارقة للعمل التطوعي، ولفيف من المتطوعين والمهتمين.
ويجسد العمل التطوعي في إمارة الشارقة، روح التعاون والتعاضد والعطاء بلا مقابل، ويهدف اللقاء لدعم العمل المجتمعي والتنمية المستدامة المتمثلة في التطوع.
وفي كلمتها أكدت حصة الحمادي، بأن الملتقى يجسد التزامنا الكامل تجاه المجتمع وأفراده في الأوقات الصعبة، وتوجهت بالشكر لكل من يساهم بجهوده في العمل التطوعي، لتذليل الصعاب عن الآخرين، وتخفيف معاناتهم في الأوقات الحرجة.
وقالت الحمادي، إن العمل التطوعي خلال الأزمات والكوارث ليس مجرد جهد عابر، بل يمثل ركيزة أساسية في استجابة المجتمعات للتحديات الكبرى، فهو يجسد قيم التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع ومؤسساته، ونحن في مركز الشارقة للعمل التطوعي، ندرك تماماً الدور الحيوي الذي يلعبه العمل التطوعي في بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة الأزمات بفاعلية ومرونة وكفاءة.
واستطردت قائلة لقد لمسنا جميعاً أهمية هذه الجهود خلال أزمة كورونا، وكذلك خلال فترة أزمة الفيضانات التي مرت على الدولة أثناء منخفض الهدير، ولكن بفضل جهود وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وسواعد المتطوعين، استطعنا تجاوز هذه الظروف الصعبة.
وانطلاقاً من هذه التجارب، تسعى دائرة الخدمات الاجتماعية، عبر مركز الشارقة للعمل التطوعي، إلى دعم العمل التطوعي بشكل مستدام من خلال توسيع نطاق الفرص التطوعية لتشمل جميع الفئات، سواءً أفراد أو مؤسسات، علاوة على تعزيز البيئة التنظيمية التي تسهل آليات التواصل والدعم خلال الأزمات عبر إشراك المؤسسات والجهات في المسؤولية المجتمعية، بما يضمن تقديم مساعدات فعّالة وتحقيق التكامل المؤسسي في خدمة المجتمع، وتجسيداً لأهمية التعاون والتكامل بين مختلف الأطراف، مما يسهم هذا التكامل في تحقيق أفضل النتائج خلال الأزمات.
ودعت الحمادي، إلى المشاركة الفاعلة والعمل المشترك لتقوية الروابط الاجتماعية والمساهمة في تحسين ظروف الأفراد المتضررين في الأزمات، مواصلة العمل سوياً لبناء مجتمع أكثر تماسكاً واستقراراً، وقادراً على مواجهة الصعاب والمخاطر، من خلال الجهود المتواصلة والتزامنا المشترك، سنبني مجتمعاً قادراً على تجاوز التحديات وتحقيق رفاهية المجتمع.
وعقد الملتقى جلستين وتخلله إطلاق 3 مبادرات لتشجيع الاقبال على التطوع وهي مبادرة 12 تحدي في 12 شهر لجائزة الشارقة للعمل التطوعي، ومبادرة برنامج تدريب المتطوعين لأكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، ومبادرة ساعة تطوع لجمعية الإمارات للتطوع، كما تم تكريم المتطوعين وإبراز جهودهم خلال الأزمات كما تم تكريم الجهات الحكومية والخاصة وشبه الحكومية والفرق التطوعية والمتطوعين
الذين حققوا أعلى ساعات تطوعية خلال العام 2024 وكذلك الجهات التي نفذت الفرص التطوعية، وأكثر المحاضرين المتطوعين الذين حصلوا على ساعات تطوعية.
وخلال الملتقى تحدث علي الجويعد رئيس المكتب التنفيذي للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، قائلا أن “اليوم العالمي للتطوع” في دولة الإمارات العربية المتحدة يمثل حافزاً لتعزيز العمل التطوعي باعتباره ظاهرة عالمية، ويسلط الضوء على عالمية العمل التطوعي وقدرته على تجاوز الحدود والثقافات والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، وأضاف تحتفل الدولة هذه الأيام باليوم الوطني الـ53 ، وهي تحتفي أيضا بـ”اليوم العالمي للتطوع” بهدف التركيز على مفهوم التطوع وجهوده ودوره في تعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات الطارئة والكوارث الطبيعية والضغوط المعيشية بمختلف أشكالها، إضافة إلى أهميته في تعزيز مفاهيم التكاتف والتعاون الإنساني.
وأشار بأن الهيئة أصدرت “الإطار الوطني لتنظيم وحوكمة العمل التطوعي”، الذي يعمل على رفع جاهزية وكفاءة منظومة العمل التطوعي أثناء الطوارئ والأزمات والكوارث، ويعتبر الأول من نوعه في المنطقة، حيث تعد الإمارات من أولى الدول في مجال تنظيم وحوكمة العمل التطوعي أثناء الطوارئ والأزمات والكوارث، وقد تم إعداده بالتعاون مع الجهات المشرعة والمنفذة للعمل التطوعي على المستويين المحلي والاتحادي، مع الأخذ بعين الاعتبار، الدروس المستفادة من الأحداث السابقة وتحديداً أزمة كوفيد -19.
وشرح بأن “الإطار” حدد الأدوار والمسؤوليات لمنظومة التطوع أثناء الأزمات، حيث إن الجهة القيادية أثناء الطوارئ والأزمات والكوارث هي اللجنة الوطنية العليا للتطوع، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والجهات الإتحادية والمحلية والجمعيات والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص المسجلة في المنصة الوطنية للتطوع “متطوعين.إمارات”.
ومن خلاله سيتم بناء فرق تطوعية تخصصية بناءً على أولوية المخاطر في سجل المخاطر الوطني وقدرات الاستجابة للتعامل مع هذه المخاطر. وسيعالج تحدي نقص الكادر البشري المتخصص أثناء الأزمات وضمان سرعة بدء العمل التطوعي بناءً على الثقة المكتسبة بين الجهة المستجيبة ومهارات المتطوعين، كما يساهم في تعزيز الجاهزية المجتمعية لمواجهة مختلف الأزمات، ويعزز روح الانتماء والترابط بين أفراد المجتمع حيث يعتبر العمل التطوعي أحد أوجه التلاحم بين أفراد المجتمع.
الجلسة الأولى
وخلال الجلسة الأولى للملتقى تحدث العقيد حمد بن قصمول السويدي من القيادة العامة لشرطة الشارقة، عن الاجتماعات والخطط المستقبلية للأزمات والكوارث التي وضعتها القيادة لمواجهة الأزمات وأهمها التدخل المبكر الذي يسبق الازمات واتخاذ الإجراءات التحذيرية للجمهور، مثل الإنذار بوجود عواصف وأمطار والتوعية بالإجراءات اللازمة، كما حصل خلال جائحة كورونا، ومنخفض هدير، كما عملت على انقاذ العالقين في المنازل والشوارع، مشيرا للدور الكبير الذي بذله المتطوعون والقطاع الأهلي الذي عمل على توفير الشركات بالآليات الكبيرة. ورأى أن المجتمع يرتقي بمتطوعيه ويسهم في تقديم الخدمات في الميدان كما ثمن دور
دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة والتي هي بالفعل أسم على مسمى فوجودها كان مميزا وحقيقيا بمتطوعيها.
ثقافة مجتمعية
أما الدكتورة أمينة المرزوقي نائب مدير جامعة الشارقة لشؤون الطلبة، فثمنت دور الطلبة الأكاديميين خلال الأزمات، وعملهم التطوعي والذي تغرسه الجامعة في نفوسهم، وأوجدت فرق تطوعية من الطلاب والطالبات، فالتطوع هو ثقافة مجتمعية لأن الأنسان الذي يشعر بالمسؤولية هو المتطوع.
وأضافت، بأنه تم تصنيف العمل التطوعي كلا حسب تخصصه الأكاديمي كطلاب الطب عملوا خلال جائحة كورونا بالتطعيم باللقاحات وتقديم الإسعافات الأولية، وتم احتساب ساعات إضافية لهم، فالمتطوع له دور فعلي في المساعدة بالأزمات، ودعت المرزوقي الى وجود التطوع التخصصي والذي يصقل العمل التطوعي ويميزه لذا علينا العمل على تصنيف أنواع التطوع وان يكون الطالب المتطوع متميزا في جامعته ما يحمس أقرانه على مجاراته، مؤكدة على ضرورة غرس ثقافة التطوع منذ الصغر من رياض الأطفال وصولا الى الجامعات، وفي المؤسسات التعليمية لجعل الاستدامة في التطوع.
إقبال على التطوع
وبدوره أكد الدكتور جاسم الحمادي، مدير إدارة المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، على تمتع مجتمع الإمارات بسمة التطوع إن على مستوى المواطنين أو المقيمين، وبمجرد الإعلان عن وجود فرصة تطوعية على المنصة الالكترونية لمركز الشارقة للعمل التطوعي حتى يكتمل العدد المطلوب في زمن
قياسي، وبالتالي علينا جميعا ان نهيئ أمورنا لضمان أن يكون عملنا التطوعي فعال جدا.
كما ثمن وجود قانون التطوع في الدولة والذي ينظم العمل التطوعي ويبين أهدافه والعمل على تأهيل المتطوعين من خلال الدورات والورش ودعمه بالخبرات ليكون مميزا كما هناك ضرورة باشراك المتطوع بعملية التقييم.
9 مجالات للتطوع
وعرفت فاطمة موسى المدير التنفيذي لجائزة الشارقة للعمل التطوعي، بالجائزة والتي انطلقت عام 2001 وهي الأولى على مستوى الدولة وحققت 22 دورة إلى يومنا هذا، وتم تكريم العديد من المتطوعين في 9 مجالات للتطوع من ضمنها الكوارث والأزمات، كما لاحظنا خلال هذه الفترة بأن أعداد المتطوعين يزداد عام بعد عام، ومهام الجائزة هو تقدير جهودهم وتسليط الضوء عليهم، ودعت موسى إلى ضرورة الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي والترويج للعمل التطوعي وإيجاد وإبراز المحتوى الجيد عن التطوع.
الجلسة الثانية
أما الجلسة الثانية فتطرقت لموضوع توظيف الذكاء الاصطناعي وأتمتة إدارة العملية التطوعية لمواجهة الازمات قدمها الدكتور سائد عامر من كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة خليفة، وأوضح المتحدث انه أصبح بالإمكان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في العمليات التطوعية خاصة خلال الازمات والطوارئ، وبدأت عملية التدريب على استخدم أجهزة السلامة للمتطوع والتي تحميه من الضرر فالذكاء الاصطناعي بإمكانه التنبيه لمكامن الخطر حفاظا على السلامة العامة.
التطوع والانتماء
وبدورها تحدثت علياء المسيبي من مؤسسة القلب الكبير عن تعزيز المسؤولية المجتمعية وقيم الانتماء للوطن، والعلاقة بين العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية، وكيفية تعزيزه بقيم الانتماء للوطن، حيث أكدت بأن العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية هما وجهان لعملة واحدة، يجتمعان ليعبّرا عن التزام الأفراد والمؤسسات تجاه مجتمعاتهم. في مؤسسة القلب الكبير، نرى أن العمل التطوعي ليس مجرد جهد فردي، بل هو أداة لتعزيز التلاحم بين أفراد المجتمع، وربطهم بقيم العطاء والبذل التي تمثل جوهر هويتنا الوطنية. من خلال مشاركتنا في برامج تطوعية تعالج قضايا إنسانية وتنموية داخل الوطن وخارجه، نزرع في نفوس المتطوعين شعورًا بالمسؤولية تجاه مجتمعهم، مما يعزز انتماءهم للوطن ويجعلهم سفراء له أينما كانوا.
وأضافت، العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية يشكلان ركيزة أساسية لتحقيق الانتماء الوطني؛ فهما بمثابة نداء داخلي يحرّك فينا الشعور بالواجب نحو الوطن والمجتمع. في مؤسسة القلب الكبير، شهدنا أمثلة عديدة على تأثير العمل التطوعي في تعزيز هذا الشعور. على سبيل المثال، خلال الحملات التطوعية في مخيمات اللاجئين، كان المشاركون من الشباب الإماراتي يعودون بتجارب غنية أثرت فيهم شخصيًا ومهنيًا. تحدث أحد المتطوعين بعد مشاركته قائلاً: “كنت أعتقد أن التطوع هو فقط مساعدة الآخرين، لكنني اكتشفت أنه يعيدني إلى جوهر إنسانيتي ويربطني بقيم مجتمعي ووطني.”
وذكرت بأن المؤسسة تؤمن بأن الأنشطة المجتمعية الفعالة تبدأ من فهم عميق لاحتياجات الأفراد وتطلعاتهم. يمكننا تطوير برامج تُشرك جميع فئات المجتمع، مثل حملات توعية تتناول قصص نجاح وطنية، أو مبادرات تطوعية ميدانية تُظهر أثر العمل الجماعي. الأنشطة التي تدمج الفن والثقافة مع العمل الإنساني، كتنظيم معارض تسلط الضوء على التراث الوطني أو فعاليات تعكس التضامن بين الأجيال، تساهم في غرس قيم الولاء والانتماء. عندما يرى الأفراد أن أفعالهم، مهما كانت صغيرة، تؤثر إيجابيًا على الوطن، يتعمق شعورهم بالفخر والمسؤولية. في القلب الكبير، وجدنا أن الأنشطة التي تربط المشاركين بقصص نجاح وطنية أو مواقف إنسانية تحرك المشاعر تترك أثرًا أكبر.
عطاء لا محدود
وفي ختام الجلسة تحدث علي الراشدي من جمعية الشارقة الخيرية، عن بعض الحالات القاسية والتي قدمت الجمعية الكثير من الإسهامات والمساعدات والمشاريع التنموية خلال 35 سنة من العطاء اللامحدود، والتي تخطت حدود الوطن وصولا إلى أكثر الدول فقرا ونفذت فيها الكثير من المشاريع الإنسانية والخيرية لأن الجمعية تؤمن بأن الأنسان هو المحور الأول لعملها. كما قال بأن العمل الخيري والإنساني هو أسمى درجات العمل التطوعي.