بمشاركة أكثر من 200 مستثمر ورائد أعمال .. “ملتقى أعمال الشارقة – باكستان” يبحث سبل الاستثمارات المتبادلة في التكنولوجيا الخضراء والصناعات الإبداعية
● تسجيل أكثر من 11,500 شركة باكستانية في المناطق الحرة والأسواق الرئيسية للإمارة
● الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري لباكستان بأكثر من 25.7 مليار درهم حجم التبادل التجاري بين البلدين
الشارقة /
نظم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، “ملتقى الأعمال الشارقة – باكستان” بالتعاون مع “مجلس الأعمال الباكستاني” في الإمارة، وبحضور أكثر من 200 مستثمر ورائد أعمال يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية من الطرفين، واستعرض الملتقى فرص الاستثمارات الثنائية في قطاعات متنوعة مثل التصنيع والتجارة والتكنولوجيا الخضراء والصناعات الإبداعية، إلى جانب خدمات الدعم التي توفرها الإمارة، وذلك مع تجاوز حجم التبادل التجاري بين باكستان ودولة الإمارات العربية المتحدة 25.7 مليار درهم، حيث تشكل الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري لباكستان.
وبحضور الشيخ فاهم القاسمي رئيس “دائرة العلاقات الحكومية” في إمارة الشارقة، شهد الملتقى مشاركة نخبة من كبار الشخصيات، أبرزهم؛ سعادة حسين محمد، القنصل العام لباكستان في دبي، وسعادة أحمد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وسعادة محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، وعبد العزيز الشامسي، مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والأعمال في غرفة تجارة وصناعة الشارقة.
فرص جديدة للنمو والابتكار
وفي كلمته الملهمة خلال الملتقى، تناول الشيخ فاهم القاسمي العلاقات والروابط الوثيقة التي عززتها الشارقة مع الباكستان على مر السنين، وقال: “تلتزم الشارقة بتهيئة بيئة مثالية تزدهر فيها الشراكات الهادفة، ويشكّل تأسيس مجلس الأعمال الباكستاني في الإمارة في وقت مبكر من العام الجاري، شهادة على هذا الالتزام، ومن خلال ربط مجتمع الأعمال في الشارقة بنظيره الباكستاني، نسهم في توفير فرص جديدة للنمو والابتكار”.
وأضاف: “إن السياسات الداعمة للأعمال في إمارة الشارقة، وبنيتها التحتية المتطورة، وموقعها الاستراتيجي المتميز، تجعل منها الشريك الأمثل للشركات التي تبحث عن فرص التوسع والابتكار، كما تلعب الكوادر البشرية دوراً بارزاً في تعزيز العلاقات والروابط مع باكستان، إذ يشكل 1.8 مليون مقيم باكستاني في دولة الإمارات العربية المتحدة جزءاً لا يتجزأ من نسيجنا المجتمعي، حيث يشاركون مهاراتهم وأفكارهم وطاقاتهم في جميع القطاعات التي يعملون فيها”.
شراكة بالثقة والالتزام
بدوره، أكد سعادة محمد جمعة المشرخ الثقة المتبادلة والالتزام المشترك بترسيخ الشراكة بين الشارقة وباكستان، وقال: “تتميز الشراكة بين الشارقة وباكستان بالاحترام المتبادل والثقة والالتزام بالنمو والازدهار، وعلى مر السنين، حرصنا على بناء جسور اقتصادية راسخة، تتمثل بحجم التبادل التجاري الكبير الذي يؤكد قوة شراكتنا، ويشكل مجتمع الأعمال المزدهر شهادة على الثقة التي وضعتها الشركات الباكستانية في الشارقة كمركز رائد للنمو”.
وتضمن الملتقى كلمة لسعادة حسين محمد، القنصل العام لباكستان في دبي، أكد فيها العلاقة الوثيقة بين الجانبين، وقال: “تتمتع باكستان ودولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات صداقة وثيقة، متجذرة في التاريخ، ومترابطة بالقيم الاجتماعية المشتركة والعادات والالتزام بالنمو، حيث تتبادل القيادة الرشيدة في كلا البلدين الثقة والاحترام والرغبة بتوسيع حجم العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية”.
وشهد الملتقى جلسة نقاشية بمشاركة مستثمرين وقادة أعمال بارزين في إمارة الشارقة، سلطت الضوء على العلاقات الاقتصادية الوثيقة والفرص الاستثمارية بين الشارقة وباكستان. وشارك فيها، سيف السويدي، مدير المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، ومروان العجلة، مدير ترويج ودعم الاستثمار في مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، وعامر حسن، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة ديار، وهبة المرزوقي، رئيس قسم مجالس الأعمال واللجان المشتركة بغرفة تجارة وصناعة الشارقة.
وخلال الجلسة تناول سيف السويدي، في كلمته تنامي الاهتمام بالصناعات الإبداعية، وخاصة النشر، قائلاً: “سجلت المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر أكثر من 1500 شركة باكستانية، منها 800 شركة في قطاع النشر، تحفزهم المنظومة الشاملة التي نقدمها لتمكين الشركات الإبداعية من الازدهار في قطاع النشر في الشارقة، كما تسهم شبكتنا الواسعة من الأعضاء في تعزيز التعاون بين الجانبين، ونحن ملتزمون بدعمهم في كل خطوة من خطوات رحلتهم الريادية”.
فيما أكد مروان العجلة، عمق الروابط التاريخية التي تجمع الشارقة وباكستان، مشدداً على دور “استثمر في الشارقة” في تسهيل الاستثمارات في الإمارة، وقال: “نحرص على ربط أصحاب المصلحة ودعم المستثمرين ومساعدتهم على اتخاذ أفضل القرارات، حيث تتميز الشارقة بمشهد استثماري متنوع، وتطورات كبيرة في مجموعة من القطاعات، لا سيما التكنولوجيا الخضراء، والتصنيع، ورأس المال البشري، والابتكار، والرعاية الصحية، والقطاع العقاري”.
اقتصاد متنوع وفرص واعدة
ومن جانبه، شارك عامر حسن، رؤيته حول مشهد الاستثمار القائم أمام المستثمرين الباكستانيين في الإمارة، وقال: “حظي رواد الأعمال الباكستانيين بدعم كبير من منظومة الأعمال المثلى، والعمليات الميسرة، والبنية التحتية المتطورة، والموقع الاستراتيجي، مما يجعل الشارقة مركزاً مثالياً للشركات التي تسعى إلى توسيع نطاق أعمالها ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة وحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط والعالم”، وسلط الضوء على المزايا الاستراتيجية للاستثمار في الشارقة، مشيراً إلى تنوع اقتصادها، وتركيزها على الابتكار، وعلاقاتها الوثيقة مع الأسواق العالمية، كما شجع الشركات الباكستانية على الاستفادة من الفرص التي تقدمها المناطق الحرة والبر الرئيسي في إمارة الشارقة، مؤكداً فرص التعاون عبر القطاعات، والتزام الإمارة بإبرام شراكات طويلة المدى مع المستثمرين الدوليين.
ومن جهتها، أكدت هبة المرزوقي دور غرفة تجارة وصناعة الشارقة في تسهيل التواصل والعلاقات بين الجانبين، وقالت: “يواجه المستثمرون أحياناً صعوبة في العثور على الفرص المناسبة التي تتوافق مع خبراتهم واهتماماتهم، ويسهم كل من غرفة تجارة وصناعة الشارقة، والجهات المشاركة في الملتقى، ومجلس الأعمال الباكستاني التي تأسس حديثاً، في تسهيل هذه العملية وتوفير الدعم اللازم للمستثمرين”، مشيرة إلى أن جهود الغرفة في ربط مختلف مجالس الأعمال في الشارقة ساهمت في خلق شبكة راسخة تستفيد منها كافة الأطراف المعنية.
وأكد الملتقى على أهمية مجالس الأعمال، لا سيما “مجلس الأعمال الباكستاني” الذي تأسس في الشارقة، ودوره المركزي في تعزيز الشراكات والنمو، حيث عكس الملتقى جهود الإمارة وحرصها على ترسيخ العلاقات الاقتصادية الدولية، وتوفير بيئة حاضنة للأعمال والاستثمارات، وتعزيز التعاون الثنائي.