ضياء رشوان: موقف مصر تجاه ما يحدث في غزة ثابت والقضية الفلسطينية قضية مصيرية
الشارقة / أ ش أ/ أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس مجلس إدارة جائزة الإعلام العربي، ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات والمنسق العام للحوار الوطني، والرئيس الفخري للاتحاد العام للصحفيين العرب، أن موقف مصر تجاه ما يحدث في غزة يظل ثابتًا، ويُظهر أن القضية الفلسطينية قضية مصيرية لمصر قيادة وشعبا ، ويعكس الجهود الرامية من قبل القيادة المصرية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
جاء ،ذلك خلال جلسة مناقشة وتوقيع كتب المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة التي عقدت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال 43 التي انطلقت يوم 6 نوفمبر وحتي ١٧ نوفمبر وأدار الندوة الدكتور عبد الرحمن الشميري رئيس تحرير جريدة الوطن الإماراتية وحسام إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة
وقال رشوان أن عنوان كتابه الجديد الذي يتناول “الإخوان ..إعلام ما بعد السقوط يري “ان المتتبع لأساليب العمل السياسي والجماهيري لجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها، وحتى ما بعد إطاحة الشعب المصري بحكمها
القصير المظلم لبلده بثورته العظيمة في 30 يونيو 2013، يجد أن الإعلام بمختلف صوره المتعاقبة والمتطورة مع التقدم الزمني، قد مثل واحداً من اهتمامات الجماعة وإحدى وسائلها في الدعاية، والانتشار الجماهيري، والتحريض، والتعبئة. وقد تعددت وسائل الإعلام التابعة للجماعة منذ عام 1933 بمجلات وصحف يومية وأسبوعية وشهرية. ومع ظهور وانتشار الإنترنت والصحافة الإلكترونية في نهايات الألفية الثانية وبدايات الألفية الجديدة، أولت الجماعة مبكراً اهتماماً ملحوظاً بها، وأسست منابرها المتعددة على الشبكة العنكبوتية.
واضاف انه ومع المرحلة الراهنة التي تمر بها الجماعة منذ عقد تقريباً لحقت تغييرات هائلة بإعلام الجماعة، والملتحق بها الموجه كاملاً من خارج مصر، فالهزائم الهائلة التي تلقتها الجماعة على صعيد المجتمع المصري، دفعت إعلام فرقها المتباينة إلى تغيير جوهر رسالته القديمة، والذي كان الدعاية للجماعة بما يزيد من شعبيتها، إلى حيث أصبح يستهدف فقط التحريض على الحكم في مصر والسعي بأي وسيلة لخلخلته.
وأشار رشوان إلى أن تحالفات الإخوان بعد 96 عاما ، انهارت نتيجة سلوكياتهم و محاولاتهم للسيطرة على المناصب في الدولة، ما أدى إلى خروج الشعب في مظاهرات 30 يونيو 2013 التي مثلت صدمة للجماعة. موضحا أن الجماعة واجهت لأول مرة خروج ملايين المصريين الرافضين لحكمها، وهو ما لم يكن متوقعًا بالنسبة لهم.
وتحدث الكاتب الصحفي ضياء رشوان أيضًا عن اعتصام رابعة الذي كشف الوجه المتطرف للجماعة، وبدء العنف بشكل عملي من خلال التفجيرات والاغتيالات، وبعد ثلاث سنوات من فقدانهم السلطة، بدأوا في استغلال الإعلام الخارجي للتحريض، لكنه لم يحقق النتائج المرجوة في إعادة التأثير والتجنيد.
كما ناقش رشوان مصادر تمويل الجماعة، متسائلًا عن كيفية تمويل أنشطتها الإعلامية خارج مصر، وتحدث عن لجنة حصر
أموال الإخوان التي قدرت أموالهم بمئات المليارات.
وأشار رشوان أن ما يحدث في غزة أثار المخاوف لدى البعض من إمكانية ولكن هذا لم يحدث. لانه في عام 2017، قامت حركة المقاومة الاسلامية حماس بتعديل ميثاقها وأصبحت تُعرّف كحركة وطنية، دون أي ارتباط مباشر بجماعة الإخوان المسلمين. ورغم استخدام حماس للخطاب الإسلامي، لم تتمكن الإخوان من تحويل الحركة إلى جزء من تنظيمها أو الترويج لأفكارها.
وقال انه احداث غزة وقعت يوم السابع من اكتوبر وهو الاقرب من ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر، ولم تختار الحركة تاريخ قريب لاحداث تتعلق بجماعة الاخوان
و عند اغتيال اسماعيل هنية في إيران، لم تنشر المواقع التابعة للإخوان في الخارج أو أي شخصيات تابعة لهم بيان عزاء، مما يؤكد ان جماعة الاخوان الارهابية لم تعد تعول على حركة حماس فى تحقيق أطماعها الارهابية.
وقال ان الاعتقاد بأن الحرب في غزة قد تكون وسيلة لعودة الإخوان إلى المشهد لم يتحقق. ووجد الإخوان أن الوضع في فلسطين قد أغلق هذا الباب أمامهم،
من جهته أعرب الدكتور عبد الرحمن الشميري، رئيس تحرير جريدة الوطن الإماراتية، شكره للمركز على تنظيم هذه الجلسة الهامة التي تناقش كتاب الكاتب الصحفي ضياء رشوان.
فيما أكد حسام إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة على أهمية الكتاب كجزء من جهود المركز في إثراء المعرفة والتحليل بشأن الجماعة الارهابية منذ عام 2011 حتى الآن، بعد مرور عقد على سقوطها.
ويتناول الكتاب ملامح إعلام الإخوان عقب الإطاحة بحكمها في مصر وذلك في أربعة فصول، يستعرض الفصل الأول العلاقة بين الإرهاب وجماعة الإخوان، والمنطلقات الفكرية للتنظيمات الإرهابية العنيفة التي تشابكت معها الجماعة، ويتناول الفصل الثاني القائمين على إعلام الإخوان، وحدود الإنفاق عليه ومصادره، والجمهور المستهدف، كذلك حجم ومستوى المتابعين له، مع التطرق لخصائص البنية والمضمون وانعكاساتها على تحقيق أهداف الجماعة وأهدافه.
ويستكشف الفصل الثالث الهدف الرئيسي من تأسيس جماعة الإخوان لإعلامها، كذلك الهدف الذي ركزت عليه شاشاتها ووسائل الإعلام الجديد التابعة لها. كما يتطرق هذا الفصل إلى سمات وخصائص إعلام الجماعة، وقصوره في القراءة وفشله حتى في الدعاية و”البروباجندا”، إضافة إلى إخفاقه في تحقيق هدفه. وأخيراً يحاول الفصل الرابع توثيق وتأريخ ما كانت عليه مصر وكانت عليه الجماعة في ظل هيمنتها الكاملة على حكم مصر، لعام هو الأكثر قتامة وخطراً في كل تاريخها الحديث.