المرأة والطفل

بمناسبة اليوم العالمي للاحتضان “اجتماعية الشارقة” تنظم :  فعالية “احتواء” وارضاع الطفل المحتضن من قبل الأسر الحاضنة

صورة 1

الشارقة

احتفلت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، باليوم العالمي للاحتضان والذي يصادف تاريخه التاسع من نوفمبر، حيث نظم مركز خدمات القصر التابع للدائرة والجهة المسؤولة عن الاحتضان في إمارة الشارقة فعالية “احتواء”، في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وشارك فيه العديد من الأسر الحاضنة، وتناولت الفعالية الأثر الإيجابي لإرضاع الطفل المحتضن من قبل الأسر الحاضنة، لبناء الروابط وتعزيز الصحة النفسية للمحتضن، وشارك في الفعالية العديد من الأسر الذين سردوا تجاربهم بهذا المجال.

ولأن ارضاع الأم المحتضنة مسألة هامة خاصة في نسب المحتضن لها قبل بلوغه الحولين تناول المشاركون في الفعالية أهمية الرضاعة الطبيعية حيث أشارت الدكتورة سندس العجرم اخصائية الرضاعة الطبيعية والمتطوعة في جمعية الرضاعة الطبيعية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أهمية الرضاعة وتأثيرها على صحة الطفل وحمايته من التعرض للأمراض وتأثيرها على نموه العقلي والجسدي لكون حليب الأم يحتوي على مضادات حيوية طبيعية تغني عن تناول الأدوية.

وقالت أن الرضاعة الطبيعية تعتبر من أبرز الروابط التي يمكن أن تتشكل بين الأم وطفلها، وهي ليست حصرية للأمهات البيولوجيات فقط، بل تمتد إلى العلاقة بين الأمهات الحاضنات للأطفال المحتضنين من فاقدي الرعاية الاجتماعية، ويمكن أن

تتشكل آثارها الإيجابية العميقة على الأطفال المحتضنين في الجانب الصحي والنفسي والاجتماعي.

وإرضاع الطفل المحتضن من قبل الأم البديلة ليس مجرد عمل رعاية، بل هو فعل ملهم يلامس قلوب الجميع. وإنه يرمز إلى الأمل والفرصة الجديدة، حيث يمكن لهذه العلاقات أن تعيد بناء حياة الطفل وتفتح له آفاقاً جديدة، فعندما تحتوي الأم البديلة طفلاً رضيعاً بين ذراعيها، فإنها لا تُغذيه فقط، بل تُغذي أيضاً أحلامه وتمنحه مستقبلاً مليئاً بالحب والرعاية. لذا، يجب على المجتمع أن يشجع على قيمة الرضاعة الطبيعية من الأمهات البديلات كخطوة مهمة نحو تحسين الحياة النفسية والاجتماعية للأطفال في دور الرعاية، مما يجعل العالم مكاناً أفضل للأطفال الذين يحتاجون إلى الرعاية والمحبة.

وتحت عنوان “الأثر النفسي لإرضاع الطفل المحتضن على العلاقة بين الطفل والحاضنة” تناول الدكتور شريف أبو شادي استشاري المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية، حيث أشار إلى أن الرضاعة الطبيعية تعزز من بناء علاقة عاطفية قوية بين الأم البديلة والطفل. عندما تقوم الأم بإرضاع طفلها، مهما كان وضعهم، ليتمكن الطفل من الشعور بالأمان والدفء. هذا النوع من التفاعل يعزز الثقة والارتباط، مما يساعد الطفل على تجاوز التجارب السلبية السابقة ويتيح له فرصة بدء حياة جديدة قائمة على الحب والرعاية.

وتابع “تجدر الإشارة إلى الأثر النفسي الإيجابي الذي يمكن أن يحققه الرضاعة الطبيعية على الأم نفسها. إذ تساعد هذه التجربة على تعزيز الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس، مما يعزز من الصحة النفسية للأم المرضعة. وعندما تشعر الأم بأنها تلعب دوراً فعالاً في رعاية طفلها، فإن ذلك يعزز من طاقتها الإيجابية ويزيد من قدرتها على التعامل مع التحديات المرتبطة برعاية الطفل”.

واعتبر أن الرضاعة الطبيعية لها تأثيرات نفسية عميقة على الأطفال المُربين. من خلال تعزيز الروابط العاطفية وتقليل مشاعر الانفصال، كما وتقدم الرضاعة الطبيعية فرصة قيمة لتحسين الصحة النفسية للنمو والتطور الاجتماعي للطفل.

وأضاف “يمكن أن يكون لإرضاع الطفل المحتضن آثاراً علاجية، العلاج بالرضاعة يوفر بيئة مريحة للطفل، مما يساعده على الشعور بالاحتواء والتقبل. هذا الأمر يعيد للطفل الذاكرة الطبيعية للحنان ويتيح له فرصة شفاء الجروح العاطفية التي قد تكون ناتجة عن فقدان أسرته البيولوجية.

ولفت إلى أن الرضاعة الطبيعية تؤثر على التطور النفسي للأطفال الذين يتم إرضاعهم طبيعيًا يميلون إلى تطوير تقدير أفضل لذاتهم ولديهم قدرة أعلى على التكامل الاجتماعي، كما وتشير العديد من الدراسات إلى أن هذه التجارب الإيجابية في مرحلة مبكرة من حياة الطفل قد تؤثر بشكل كبير على سلوكهم وعلاقاتهم في المستقبل.

من جهتها، أشارت الاختصاصية الاجتماعية فاطمة العبيدلي اختصاصي رعاية اجتماعية، إلى أن الآثار الاجتماعية الإيجابية لإرضاع الطفل المحتضن من خلال الأسرة المحتضنة له عديدة، حيث تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً هاما في تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال. حيث تُعد هذه التجربة فرصة لتعليم الطفل عن الحب والحنان، مما يعزّز من تقديره لذاته ويشجعه على تكوين علاقات صحية مع الآخرين في المستقبل.

وأضافت “أن الأطفال الذين رُضعوا طبيعياً يظهرون سلوكيات أكثر هدوءاً وتكيفاً مع بيئاتهم الجديدة بما ينعكس على تحقيق فرص الدمج والاحتضان الناجح”.

وأكدت أن الرضاعة الطبيعية ترتبط بتطور لغوي أفضل لدى الأطفال، مما يخدم نجاحهم الاجتماعي لاحقاً. كما قد يحققون أداءً أكاديمياً أفضل، مما يؤثر إيجابياً

على فرصهم في التعليم. إضافة إلى تعميق إحساس الانتماء والأمان لدى الطفل من خلال الرضاعة بما يحقق الاحتضان الإنساني الناجح.

وأضافت، أنه على صعيد الآثار الصحية الإيجابية لإرضاع الطفل المحتضن من خلال الأسرة المحتضنة له، فمن شأنها تعزيز نمو الجهاز المناعي للطفل بما يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية وتقوية جهازه المناعي وتوفير التغذية المثلى التي تدعم التطور الجسدي والعقلي للطفل.

واستعرضت ميثاء إسماعيل استشارية رضاعة طبيعية في مركز الرعاية الصحية للأم والطفل قصة نجاح للآثار المترتبة من رضاعة طفل محتضن من قبل الأسرة الحاضنة، وكيفية مساعدة الأم الحاضنة لإرضاع طفلين محتضنين في المركز.

وفي ختام الفعالية استعرضت مجموعة من الأمهات تجربة الاحتضان والتي تكللت بالنجاح والأثر النفسي الإيجابي على الأم والمحتضن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى