خلال ندوة في “الشارقة الدولي للكتاب” 2024 خبيران في الروايات البوليسية يبوحان بأسرار كتابة شخصيات ذات أثر دائم
الشارقة،
في إطار فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ 43، التي انطلقت تحت شعار “هكذا نبدأ”، تعرف زوار المعرض من الشباب والشابات المهتمين بالكتابة البوليسية على تفاصيل فنية هامة، حول كيفية كتابة هذا النوع من الروايات، وذلك خلال ندوة بعنوان “صياغة شخصية البطل أو الشرير بطريقة مقنعة”، تحدثتْ فيها الكاتبة الأمريكية تيس جيرتسن مؤلفة رواية “الجرّاح” التي صنفتها مجلة “تايم” كواحدة من أفضل روايات الغموض والإثارة في التاريخ، والكاتب الكويتي فايز القراشي المتخصص في أدب الجريمة وصاحب الـ 12 رواية، حول أسس بناء الشخصيات الأدبية المعقدة ومختلف التفاصيل التي يجب الاهتمام بها لكتابة رواية بوليسية مقنعة تجذب القراء.
على ماذا يجب أن نركز؟
خلال زمن الندوة اختار الضيفان أن يقدما رؤاهما عن طريقة تقديم أجوبةٍ على أسئلةٍ طرحتها مقدمة الندوة كاثلين أنتريم، وأول هذه الأسئلة دار حول ما الذي يجب أن يركز عليه الكتاب المبتدئون، حيث قالت جيرتسن في هذا السياق: “رواياتي الـ 32 كنتُ أعتقد فيها أنني أركز على بناء حبكةٍ مميزة، وهكذا كنت أبدأ، ثم تنتهي الرواية وأجدني ركزت على الشخصيات، وفي كل الأحوال الحبكة هي التي تتطور من الشخصيات، وإن لم تتطور يجب على الكاتب أن يراجع كل ما بدأه” من جانبه قال القراشي: “أنا قبل أن أبدأ الكتابة أضع نصب عينيّ الأمرين معاً الحبكة والشخصيات، لأنهما بطبيعة الحال لا يجب أن ينفصلا”.
كيف تُخلق شخصياتٌ لا تنسى؟
وأجابت تيس جيرتسن عن سؤال كيف تُخلق شخصياتٌ لا تنسى؟، قائلةً: “يجب أن تكون شخصية الشرير أو البطل شخصيات تتصرف بناءً على ما ترغب فيه، وألا يفرض الكاتب عليهما وجهة نظره، على سبيل المثال حين قررت قتل إحدى شخصياتي ذات مرة في الرواية، شعرتُ بحزن كبير، لأنني تعلقتُ بهذه الشخصية، وقررتُ في الأخير أن أهبها حياةً أخرى في رواية قادمة”. بينما تحدث القراشي أن ما يجعل الشخصيات الروائية سواءً الشريرة أو الخيّرة هو البحث عن المشاعر والأفكار والرؤى التي يمكن أن نتشاركها مع هذه الشخصيات، من أجل كتابة شخصيات من لحمٍ ودم.
من أين تأتي الشخصيات في الأساس؟
بالنسبة للقراشي تأتي شخصياته من الأفلام والروايات والوثائقيات التي يتابعها، وقال: “يأتيني الإلهام من الشخصيات التي أقرأ عنها، أو أراها على الشاشة، ورغم أن شخصياتي تختلف تماماً، لكن البذرة الأولى غالباً تأتي من هذا المصدر”. من جانبها قالت جيرتسن: “شخصياتي تأتي لوحدها وتهمس في أذني بجمل بسيطة، تحكي لي عن حياتها، أين ولدت، وأسمع لهجتها واضحةً، فأستجيب لنداءاتها وأنجرف معها وأبدأ وضعها على الورق، ثم أعايشها لمدة عام كامل، وبعد انتهاء العام، أرجع وأقرأ وأرى ما الذي يجب أن أحذفه أو أضيفه”.
نصائح للكتاب الجدد
في نهاية الندوة شاركت تيس جيرتسن نصائحها مع الكتاب الذين يريدون كتابة هذا النوع من الروايات، بقولها: “لدي نصائح تقنية لكم، تحاشوا أرجوكم الوصف البنائي الدقيق وأنتم تكتبون عن شخصياتكم، لأن هذا سيخلف الملل، وإن ملّ القارئ في هذا النوع من الروايات لن يكمل الرواية مهما حدث”. وختم القراشي الندوة بمجموعة نصائح للكتاب الجدد، بقوله: “ثقوا بأنفسكم ولا تستمعوا لأي شخص يريد إحباطكم، لا أحد بدأ كبيراً، والأهم أن تكتبوا بأسلوبكم أنتم، وتبتعدوا عن الوصف المبالغ فيه، وتكونون شغوفين بما تفعلون”.