محاكمة طبيب التجمع المتهم بالاعتداء الجنسي على بناته الثلاث امام الجنايات
القاهرة / جمهورية مصر العربية
قررت جهات التحقيق إحالة الطبيب المتهم بالتعدي على بناته الثلاث إلى محكمة الجنايات بالقاهرة الجديدة ونظرت أولى جلسات محاكمته يوم 31 أكتوبر الماضى .
تعد القضية واحدة من أبشع الوقائع الإنسانية، عاشت ثلاثة فتيات كابوسًا مظلمًا خلف جدران منزل والدهن، حين استغل الأب الستيني ويعمل طبيب نساء بإحدى الدول الأجنبية سلطته ومكانته الاجتماعية، ليحول فيلته في التجمع الخامس إلى سجن جنسي لبناته القاصرات.
ووفقًا للتحقيقات، لم تملك الفتيات سبيلًا للهرب، حيث استخدم الأب كل وسائل التهديد والعنف لإرهابهن وإجبارهن على الصمت حيال ما يعانينه من انتهاكات جسدية ونفسية.
كانت الفتيات حبيسات فيلا الأب، حيث عُزلن عن العالم الخارجي تمامًا، وقُطعت صلاتهن بأي دعم أو عون خارجي، ومع مرور الوقت، تصاعدت تجاوزات الأب ليحول حياة بناته إلى سلسلة من الاعتداءات المستمرة، مع تهديده المستمر بحبسهن أو فرض مزيد من العقوبات إذا كشفن عما يجري.
ورغم رعبهن، استطاعت إحداهن توثيق الاعتداء بكاميرا هاتفها، لتتمكن لاحقًا من إيصال مقطع فيديو يرصد لحظة اعتداء والدها جنسيًا على شقيقتها إلى إحدى السفارات الأجنبية، كون الفتيات الثلاث يحملن جنسية مزدوجة.
بدورها، اتخذت السفارة إجراءات سريعة وأبلغت السلطات المصرية التي تحركت على الفور، وتمكنت من القبض على الطبيب، وقد كشفت التحقيقات تفاصيل مروعة عن تصوير الأب لاعتداءاته والاحتفاظ بالفيديوهات، وإرسال رسائل تحمل مضامين تهديدية لهن أثناء وجودهن في المدرسة، لإبقاء خوفهن قائمًا ومنعهن من التفكير في كشف الحقيقة، وكان يرسل لهن رسائل غرامية أثناء وجودهن في المدرسة الأمريكية التي التحقن بها.
واجهت الفتيات ضغوطًا نفسية لا تُطاق، حيث عانين من خوف دائم وحالة من العزلة التامة عن أي دعم نفسي أو اجتماعي، قبل إنقاذهن بفضل شجاعتهن في الإبلاغ عن تلك الجريمة، واليوم، تخضع الفتيات لرعاية طبية ونفسية خاصة لإعادة تأهيلهن نفسيًا وتخليصهن من آثار الصدمة العميقة التي تركتها تلك التجربة القاسية.