“اجتماعية الشارقة” تشارك في يوم الصحة النفسية العالمي
نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، ندوة الصحة النفسية الرابعة بمناسبة يوم الصحية النفسية العالمي تحت شعار “الصحة النفسية في بيئة العمل”، يوم الخميس الماضي على مسرح الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية وأمن المنافذ في الشارقة..
شارك فيه كوكبة من الأكاديميين المختصين في الصحة النفسية، وعدد من المهتمين بهذا الجانب. وشاركت الدكتورة علياء الصحة النفسية، بورقة بعنوان “أهمية التواصل الفعال والتفاعل الاجتماعي في تعزيز الصحة النفسية وبناء بيئة عمل إيجابية” متناولة العوامل المؤثرة على الصحة النفسية للموظفين في بيئة العمل والتي تعيقهم من التواصل الفعال وهي: أعباء العمل الزائدة والمهام الوظيفية المتداخلة أو الغير واضحة، والمواعيد النهائية الضيقة تؤثر بالسلب على الصحة النفسية للموظفين وتشعرهم بالتوتر والاكتئاب، والتصميمات الغير مريحة لمكان العمل من حيث الإضاءة والتهوية ومصادر الضوضاء لها عامل أساسي على جودة الصحة النفسية في بيئة العمل. إضافة إلى توتر العلاقات بين الموظفين وبعضهم أو الموظفين والإدارة له عامل سلبي على دعم نفسية الموظفين وشعورهم بالرضا والانتماء الوظيفي.
كما أن شعور الموظف بالخوف بسبب فقدان الوظيفة يسبب عدم الأمان الوظيفي، وكذلك الرواتب والأجور الغير متكافئة مع الأدوار الوظيفية تؤثر سلبيا على الصحة النفسية في العمل.
التحديات
وعن التحديات التي قد تواجه تنفيذ برامج دعم الصحة النفسية للموظفين في بيئة العمل تتمثل في: قيود الميزانية والتكلفة المادية التي يتطلبها تنفيذ هذه البرامج. وتبني الكثير من الشركات ثقافة مؤسسية تركز في المقام الأول على الإنتاجية دون الاهتمام بنفسية ورفاهية الموظفين. وصعوبة قياس وتقييم مدى تأثير برامج دعم الصحة النفسية للموظفين على أدائهم وسلوكياتهم ومعدلات الرضا الوظيفي.
وقالت الشحي بأن الاتصال الفعال يفيد في حالات نشوب النزاع، لأنه يضمن إنهاء هذا النزاع بطريقة يسودها الاحترام والتفاهم. وعندما يكون التواصل فعالًا؛ يستطيع الإنسان تكوين علاقات صحية قائمة على الوضوح والثقة المتبادلة. كما يلعب الاتصال الفعال دورا بارزا في العمل الجماعي ونشر الثقة بين أطراف هذا العمل. ويساعد على التقريب بين وجهات النظر، وبالتالي تسهيل اتخاذ مختلف القرارات، ويساهم في إنجاح العلاقات، سواء كانت علاقات شخصية أو في العمل.
الإنتاجية
وقدمت الدكتورة موزة المنصوري أستاذ في كليات التقنية العليا، ورقة عمل حول “أهمية الصحة النفسية في بيئة العمل والرعاية الصحية للموظفين وتأثير ذلك على الإنتاجية” وعرفت الصحة بشكل عام هي اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً وليس مجرد انعدام المرض والعجز، أما الصحة البدنية فهي خلو الجسم من الأمراض العضوية التي تتعلق بجسم الإنسان.
والصحة العقلية فهي المعتقدات والأفكار فإذا كانت سليمة فالإنسان سليم عقلياً. في حين أن الصحة الاجتماعية تعني قدرة الإنسان على التعامل مع المتغيرات الاجتماعية، مثل الرضا عن نفسه وعن مجتمعه.
وقالت المنصوري، بأن أهمية الرعاية النفسية للموظفين تؤدي إلى الانتاجية والاداء العام للمؤسسة والتعامل مع الموظف كشخص يمتلك عواطف ويمر بظروف وحالة مزاجية. كما تكمن في احترام كيان الموظف في التوجيه ما سيؤدي به إلى مضاعفة الجهد والإنجاز وتقويم قدراته من خلال التطوير والتدريب المستمر. ووجود الثقة بين الإدارة والموظفين تؤدي الى المرونة في التعامل التقبل والاحترام بين الإدارة والموظفين. كما أكدت بضرورة وجود أخصائي نفسي وظيفي. والتعامل مع الموظفين بمنتهى اللطف والاحترام والنقطة الأكثر أهمية هي توفير الأمن الوظيفي لتحقيق المؤشرات الإستراتيجية التي تساعد الموظفين على تحقيق الطموحات والابتعاد عن المهددات وإكساب المسؤولين المهارات في توجيه سلوكيات الموظفين لإتمام العمل وإنتاجيته.
وأشارت المنصوري بأن تقريرا للصحة النفسية العالمية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية صدر عام 2022 أفاد بأن 60% من سكان العالم عاملين ولهم الحق في بيئة عمل آمنة وصحية.
إدارة التوتر
الدكتورة شيخة الشحي اخصائي علاج نفسي وأسري جاءت ورقتها تحت عنوان “كيفية التعامل وإدارة التوتر والضغوط النفسية في بيئة العمل والتدابير الوقائية لتجنبها أو التعامل معها”، واستهلتها بالإشارة إلى أن الصحة النفسية هي حالة من الرفاه النفسي تمكن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة وتحقيق امكاناته والتعلم والعمل بشكل جيد. وهي مقسمة إلى عدة أنواع موهي الصحة النفسية وهي التوافق النفسي والاجتماعي والقدرة على الانتاجية والسعادة والعطاء.
والصحة النفسية السليمة تساعد الفرد في التحكم في مشاعره والسيطرة على انفعالاته ورغباته وبالتالي يتم توجيه سلوك اجتماعي بشكل سليم وصحي بحيث يتعامل الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية بطريقة ايجابية مع المشكلات وصعوبات الحياة، وتجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية وعدم التهرب منها. وهي تنشأ أفرادا مستقرين وأسوياء وتجعل حياة الفرد خالية من التوتر والاضطراب والصراعات المستمرة مما تجعله يشعر بالسعادة مع نفسه.
وعرفت المحاضرة بأن التوافق الذاتي هو حالة من الاستقرار النفسي التي يكون فيها الفرد متوافقا مع ذاته ومتكيفا مع مستواه وإمكاناته وقدراته وكفاءاته الذاتية.
ونوهت بأن العوامل المؤثرة على الفرد من السمات الشخصية لها دور مهم في الصحة النفسية وفي بيئة العمل وقالت إنه من الممكن أن يعاني بعض العاملين من عدم القدرة على الشعور بالراحة النفسية والتوافق داخل بيئة العمل نتيجة تميزهم ببعض السمات الشخصية السلبية مثل عدم قدرتهم على تحمل المسؤولية أو عدم احترامهم للمواعيد أو للنظام المتبع في العمل، كما تؤدي هذه العوامل إلى اخفاق العاملين في التقدم والنجاح، الذي يجعل الموظف يشعر بالفشل والدونية ويؤدي بذلك لتدهور صحته النفسية.
وحول كيفية الشعور بالرضا الوظيفي ذكرت عدة نقاط من أهمها، اشباع حاجة العاملين ورضاهم، تحسين الناحية المادية كالأجور والحوافز والمكافآت ومن الناحية المعنوية أي الشعور بالعدالة والتقدير، فالشعور بالرضا الوظيفي هو مطلب أساسي وضروري لتحقيق الصحة النفسية في العمل وأن عدم حصوله على حقوقه يشعره بالإحباط والعدوانية ويتسبب في خلق حالة من اللامبالاة في إطار العمل وكل هذه السمات واضحة لسوء الصحة النفسية.
السلام الداخلي
وفي الختام قدم الدكتور حسين مسيح خبير التنمية والرعاية في هيئة التنمية والمجتمع دبي، ورقة بعنوان “الصحة النفسية والسلام الداخلي”، شارحا الفرق بين السلام الداخلي والسعادة، لأن كلاهما يختلف عن الأخرى فالأخيرة دائما ما تقترن بالمال، أما الأولى فهي تعني الرضا الداخلي الذي يبحث عنه الإنسان والصحة النفسية هي طريق للوصول إليه.
وتحدث مسيح عن علم النفس العيادي والذي ينقسم ال 400 نوعا للاضطرابات النفسية التي يصاب بها الانسان والمبنية على نظريات وليست عشوائية وبناء عليه تختلف طرق العلاج فيما بينها وكذلك تشخيصها.
وأعقب المحاضر بالإشارة بأن العلاج النفسي قادر على بعث السعادة والسلام الداخلي كونه يساعد في القضاء على الاضطرابات النفسية وإعادة الشخص إلى حالة الاستقرار والسلام الداخلي باتباع منهاج معين من الوقاية لمنع الانتكاسة من جديد وتحسين نمط الحياة.