مُؤسسة دُبيّ لرعاية النّساء والأطفال تستعرض تجربتها في إعادة التأهيل النفسي للأطفال خلال ورشة “كفى عُنفاً”
الإمارات العربية المتحدة -دبي
أكدت الدكتورة غنيمة البحري مدير إدارة الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أن البيئة الأسرية تُعتبر الحاضنة الأولى ومؤسسة التنشئة الاجتماعية الأبرز التي من خلالها يمكن إشباع حاجات الطفل المختلفة، وتعزيز قدراته المعرفية والإدراكية ورفع ثقته بنفسه، وذلك بالتعاون مع مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى وعلى رأسها المدرسة والمؤسسة الدينية والإعلامية والأندية الرياضية.
جاء ذلك خلال مُشاركة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال مُمثلةً في الدكتورة غنيمة البحري في ورشة “كفى عُنفاً”، التي نظمتها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، تحت شعار “تأهيل الأطفال لمواجهة الآثار النفسية وتخطيها”، وسلطت الضوء على موضوع كيفية تأهيل الأطفال الذين تعرضوا للعنف بأنواعه المتنوعة لمواجهة الآثار النفسية وتخطيها، حيث شارك في الجلسة الحوارية والتي يتزامن انعقادها مع اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات، الموافق في الرابع من يونيو كل عام العديد من الجهات المعنية بالدولة.
وخلال مداخلتها أشارت البحري إلى عدد من التقارير والإحصائيات المقلقة الصارة عن منظمات أممية كاليونسيف والتي تشير إلى أن العالم قد فشل في الحد من العديد من الإساءات تجاه الأطفال مما جلعهم أكثر عرضة للاعتلالات النفسية كالقلق والاكتئاب واضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة واضطراب كرب ما بعد الصدمة وغيرها، هذا الفشل قد يعود إلى جملة من العوامل من أبرزها انتشار الفقر والجهل والنزاعات والحروب والكوارث الطبيعية ووجود ثقافة في المجتمع قد تتسامح مع العنف الموجه نحو الأطفال.
وشددت البحري على ضرورة العمل التكاملي بين مختلف القطاعات الاجتماعية والصحية والأمنية والإعلامية والأكاديمية وغيرها على الصعيد المحلي والاتحادي والعالمي للحد من العنف تجاه الأطفال بمختلف أشكاله سواء كان العنف جسديا أو نفسيا أو لفظيا أو جنسيا أو إهمال وغيرها.
وأفادت مدير إدارة الرعاية والتأهيل في مُؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال أن المؤسسة ومنذ تأسيسها في العام 2007 تقدم خدمات شمولية للأطفال المودعون في دار الإيواء وعلى رأسها خدمات الرعاية والتأهيل النفسي والاجتماعي وخدمات والتمكين والدعم القانوني، والخدمات التعليمية والصحية.
وأكدت البحري أن المؤسسة تركز في مبادرتها على انتهاج النهج العلمي فهي تركز على البحوث العلمية وأفضل الممارسات العالمية، مشيرةً إلى إطلاق المؤسسة لمجموعة برامج نفسية تأهيلية منها العلاج باللعب، وبرامج العلاج باستخدام الحيوانات الأليفة التي تجد قبولاً كبيراً لدى الأطفال والتي حققت نتائج مذهلة منذ إطلاقها
وتعتبر مشاركة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال في ورشة العمل هذه إضافة قيّمة، نظراً لخبرتها الواسعة وتجربتها الكبيرة في التعامل مع الآثار النفسية للأطفال الذين تعرضوا للعنف، والنساء المعنفات أو ضحايا الاتجار بالبشر، حيث قدمت خلال الورشة رؤية واضحة ومتكاملة حول سُبل مساعدة الفئات المستهدفة ، وتثقيف الأطفال ضحايا العنف حيال آليات مواجهة الصدمة الناتجة عن تعرضهم للعنف، وتمكين كل من النساء والأطفال وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية.