رئيسة “الصحفيين” الإماراتية: البحرين لديها مناعة في صد طموحات الجماعات الأصولية
نقلا عن جريدة البلاد فى حوارها اليوم مع رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية فضيلة المعيني
قالت رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية فضيلة المعيني، إن البحرين دولة داعية للسلام والاستقرار ولها علاقات مستقرة ومتوازنة مع محيطها والعالم، وتمثل بما تتيحه من بيئة إنفتاحية ناهضة صورة عصرية إيجابية للمجتمع العربي المتمدن المؤمن بقيم العلم والعمل، وهي كلها عوامل تزيد من نجاح القمة العربية المقبلة في المملكة.
تحالفات على قاعدة الإنجاز وأضافت لـ “البلاد” إن نهج البحرين الساعي لبناء تجربته الحضارية بمعزل عن المناكفة والمنغصات، وغيرها، كلها عوامل يُمكن أن تلهم المنظومة العربية ما يُثري خطابها السياسي لناحية تبريد الجبهات الساخنة وتوطيد العلاقات وترصيص الصفوف والتحالفات على قاعدة الإنجاز والشراكة، لا على قاعدة العداء أو التنافس المذموم. وأشارت إلى أن مملكة البحرين لها دورها في مجلس التعاون الخليجي ومنظومة العمل العربي المشترك أيضا، مبينة أنه إذا كانت بعض المستجدات الإقليمية ناشئة عن أنشطة خارجية، أو طموحات لدى بعض الجماعات الأصولية، فإن مملكة البحرين خاضت التجربة قبل 13 سنة، ونجحت في النجاة من المخطط الذي استهدفها محمولا على رياح ما أسموه “الربيع العربي”.
تجديد الدماء
وتابعت توفر البحرين حاضنة للقمة العربية، لتدارس مسائل التطرف والراديكالية وتهيئة البيئة العربية لعمل مثمر على صعيد التنمية والتحديث والدخول في العصر؛ ولديها خبرة كبيرة ومناعة ذاتية توصلت إليها بالاختبار والممارسة الناجحة كما أنها تستضيف القمة للمرة الأولى، وربما في هذا إشارة إلى تجديد الدماء شكلا وموضوعا، فإذا كان العرب يجتمعون في المنامة للمرة الأولى منذ تأسيس الجامعة قبل نحو 8 عقود؛ فإنهم يحتاجون لتجديد مواثيقهم وخطاباتهم، ولاستكشاف
مناطق جديدة من علاقاتهم البينية كما يستكشفون حاضنة البحرين اليوم”. واستطردت المنطقة تعيش ظرف استثنائي. صحيح أنها عايشت الاستثناء كثيرا في مراحل وحقب سابقة، إلا أن الأمر يختلف كثيرا في الفترة الراهنة؛ لاسيما من حيث انفتاح الإقليم على مهددات شتي، وتداخل جبهات الصراع والمرحلة المُستجدّة تأتي في سياق مأزوم أصلا بالنسبة لبعض
الدول الشقيقة”. تذويب الخلافات
وقالت إنه انطلاقا من تلك المقدمات فالقمة العربية يُعوّل عليها للغاية فيما يخص تقريب الرؤى، وبناء
توافقات عربية مثمرة، وقادرة على صياغة تصورات إقليمية تُراعي المصالح العربية في سياقها العمومي، ولا تنفصل على تشابكات المنطقة مع الإقليم والعالم، مؤكدة أنها قمة استثنائية من دون شك، رغم انعقادها في إطار الدورية الاعتيادية، إذ مازال المشهد ملتهبا في دول عدة، وأوضاع غزة قاسية ومؤلمة والأمور في لبنان والعراق واليمن على حرف من الاحتدام، وبرنامج عودة سوريا
للحاضنة العربية يتحرك ببطء شديد وما تزال المسائل الخلافية بشأن أمور الأمن والسياسة والعلاقات الدبلوماسية وعودة اللاجئين على حالها السابقة، لذا يكتسب اللقاء العربي في المنامة أبعادًا قومية وجيوسياسية شديدة الأهمية والاتصال بمجريات الأحداث، خصوصا أن الجامعة ومرافقها
بإمكانهم الإسهام بجهود ملموسة وفعالة لرص الصفوف وتذويب الخلافات واقتراح حلول عربية للمشكلات والأزمات العربية. تعزيز الحضور العربي
وعن أبرز أجندات القمة أكدت أنه لا شيء يتقدم في الأولوية على الأوضاع الجارية في قطاع غزة، وما يخص القضية الفلسطينية عموما، مضيفة “أعتقد أن أجندة القمة تضع المسألة في مقدمة الأولويات، بجانب ملفات السودان وليبيا واليمن إنما لا يجب أن تصرفنا التوترات الطارئة عن الحاجة الوجودية الدائمة لبحث أمور التعاون وتكامل جهود التنمية وربط الأسواق العربية ببعضها، والانفتاح
على برامج وتحالفات إقليمية ودولية تُعزز الحضور العربي في مشهد الاقتصاد العالمي، وتفيد المنطقة من تعاظم الإنتاج والتجارة وسلاسل الإمداد والتوريد بقدر ما يستفيد العالم من الثروات والأفكار والإمكانات العربية”.
وقالت إن موضوعات التقنية والذكاء الاصطناعي لها أولوية كُبرى، بجانب قضية الاحترار والتغيرات المناخية، لاسيما في ضوء مُخرجات قمة المناخ العالمية في الإمارات ،cop28، ومن قبلها نسخة شرم الشيخ المصرية ،cop27 ، كما يتعين بحث آليات تطوير العمل العربي المشترك، وتفعيل أدوار الجامعة العربية ومؤسساتها والاهتمام بموضوعات التعليم والتأهيل وربط الأسواق، وتنشيط العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين دول المنطقة. وشددت المعيني على أن الموقف العربي ملتئم بصورة واضحة وثمّة توافقات عميقة بين الدول الفاعلة على المسائل الأساسية في المهددات الطارئة، وإزاء قضايا العرب الحيوية، ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو 7 أشهر، عبرت دول الاعتدال عن موقف موحد لصالح الأشقاء وقضيتهم، وسعت بكل السبل إلى تهدئة الأجواء وكبح العدوان ودفعت بحل الدولتين إلى واجهة المشهد الإقليمي والدولي بعدما سعت إسرائيل إلى إخفائه طويلا”.
المبادرة العربية 2002
وتابعت “كانت” التحركات اليومية في كل العواصم العربية الفاعلة منحازة بوضوح لجانب الفلسطينيين، وتُرجم الأمر بأعلى صوره في القمة العربية الإسلامية بالرياض، وفي مجموعة العمل العربية السداسية التي طافت عددا من العواصم ، وسوّقت الرؤية العربية الداعية للتهدئة وإعادة إطلاق عملية السلام على مرتكزا المبادرة العربية المعلنة في قمة بيروت بالعام 2002. وأشارت إلى أن دول الخليج العربي كان لها نظرة سباقة تجاه ما يحدث في البحر الأحمر والتوترات الجارية في اليمن وحذرت منها بينما انشغلت الولايات المتحدة ببناء توافقات مع المتسببين في الأزمة، وعادوا اليوم ليدفعوا فاتورة التهاون في تجنيب البلاد مخاطر التشظي والانقسام، ومازال الموقف العربي واضحا نحو إنقاذ اليمن وإعادته إلى مسار التسوية السياسية؛ لكن من دون الانخراط في مغامرات جيوسياسية مدفوعة بحسابات غربية محضة”.
قيمة إيجابية مهمة وأكدت أن القمة العربية في حد ذاتها لها قيمة إيجابية مهمة، إذ يتوجب ألا تنقطع لقاءات العرب ومداولاتهم في كل القضايا والشواغل المشتركة وغير المشتركة، وإلى ذلك فإن النجاح في جمع الأسرة العربية على كلمة واحدة إزاء الملفات الساخنة، وعلى صعيد التهدئة في غزة، وإطلاق
عملية سياسية إيجابية تفضي لاستيلاد الدولة الفلسطينية المأمولة مع مساعدة الأشقاء في ليبيا والسودان واليمن على تذويب الخلافات وتلاقي الرؤى والإرادات واستكمال عودة سوريا لأحضان أشقائها، وإسناد العراق في جهوده التنموية والإصلاحية المهمة، وسد الثغرات المتسعة في بيئة السياسة والحكم ،اللبنانيين، كلها أولويات مهمة أحسب أنها ليست بعيدة . أمانة من الجامعة، ولا عن نظر مملكة البحرين وقيادتها الرشيدة وبقية القادة والزعامات العربية المشاركة
في القمة. ملامح أولى
وقالت إذا نجح لقاء البحرين في رسم ملامح أولى للخروج من الأزمات المحدقة بالمنطقة، وتأهيل التربة لاستنبات حلول عربية للمشكلات الإقليمية بعيدا عن تدخلات الخارج ومشاحنات الأطراف والمحاور الغريبة على جغرافيا المنطقة، فإنها تكون أنجزت أعظم إنجاز يحتاجه الإقليم، فتجارب السنوات السابقة في الإمارات ومصر والسعودية وقطر وسلطنة عمان ،وغيرها، تؤكد أن لدى العرب
حلولاً فعالة لتأمين جبهاتهم الداخلية، وإطلاق مشروعاتهم الوطنية للتحديث والتنمية، وأنهم يحتاجون الآخر شريكا لا وصيا وتلك مهمة يتوجب الانتقال إليها اليوم قبل غد، وأن تكون لدول المنطقة الكلمة العليا في كل ما يخص شؤونها ومصالح دولها.
الحوار الاصلى من هنا :
https://www.albiladpress.com/news/2024/5691/bahrain/861315.html