خلال ندوة “الأندلس المغربية” في “الشارقة الدولي للكتاب 2024” مؤرخون : الترابط بين الأندلس والمغرب عميق وإسهامات الغرب الإسلامية أثرت في الثقافة الغربية
الشارقة،
في إطار فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تناولت ندوة بعنوان “الأندلس المغربية” الأثر العميق الذي تركه الغرب الإسلامي في الثقافة الغربية، مؤكدين على الوحدة التاريخية والفكرية بين المغرب والأندلس.
وشارك في الجلسة الدكتور أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الملكية الحسنية، والدكتور أحمد شحلان، المؤرخ الأكاديمي المغربي، والدكتورة فاطمة طحطاح، المتخصصة في التراث الأندلسي المغربي، وأدارها الإعلامي محمد العمارتي.
تأثير الغرب الإسلامي على الثقافة الغربية
في مداخلته، أشار الدكتور أحمد شوقي بنبين إلى الدور الكبير للأندلس في إغناء الحضارة الغربية، حيث أسهم العلماء والفلاسفة والأطباء من الغرب الإسلامي في نقل التراث عبر المخطوطات والتراجم. وقال: “أسهمت طليطلة في القرن الثالث الهجري في ترجمة مئات المؤلفات العربية إلى اللاتينية، وأصبح أثر علماء أمثال ابن رشد وابن سينا حاضراً في العلوم الغربية لقرون.” وأضاف أن إسبانيا احتفظت بعدد كبير من المخطوطات العربية التي وُثّقت في دير الإسكوريال، ثم أهدتها لاحقاً إلى المغرب على شكل نسخ إلكترونية، مضيفاً أن ملوك المغرب حرصوا على حفظ هذا التراث وصونه.
ثلاثة أوجه للوحدة بين الأندلس والمغرب
تحدثت الدكتورة فاطمة طحطاح عن أوجه الوحدة التي ربطت بين الأندلس والمغرب، وهي: الوحدة السياسية، والوحدة الفكرية والثقافية، والوحدة المذهبية. وأوضحت أن المغرب والأندلس ارتبطا منذ فتح طارق بن زياد
للأندلس وحتى سقوط غرناطة، مشيرة إلى أن المغرب كان الملجأ الأساسي للأندلسيين المطرودين، ما عزز الأواصر الحضارية والاجتماعية والثقافية بين الشعبين.
الأندلس ونشوء الحداثة
من جانبه، تناول الدكتور أحمد شحلان مسألة الحداثة الغربية وأصولها التي ترتبط بتراث الغرب الإسلامي. وأشار إلى أن مفهوم الحداثة الذي يظهر بوضوح في فكر ابن حزم الأندلسي وابن رشد القرطبي كان له أثر عميق على الفلاسفة الغربيين، الذين استلهموا من هؤلاء العلماء قواعد التفكير النقدي والإصلاحي.
أندلس حية في الثقافة المغربية
واختتم مدير الجلسة محمد العمارتي حديثه بالتأكيد على أن الأندلس ليست مجرد فردوس مفقود، بل هي جزء من الهوية المغربية الحية، حيث يحتفظ المغرب بعادات وتقاليد أندلسية تعكس عمق العلاقة الحضارية بين الشعبين. وأشار إلى أن الدستور المغربي لعام 2011 يضع الموروث الأندلسي كرافد أساسي في الهوية المغربية، مما يعكس استمرارية هذه الروابط عبر العصور.