أحمد الشناوي يصرخ في وجه المجتمع بروايته ” أنا إنسان”
رؤية نقدية/ أسامة عبد المقصود
انتشار الذكاء الاصطناعي ووجود التطبيقات الذكية التى تطلب من المستخدمين الإجابة على السؤال الشائع هل انت إنسان؟ وعلى المستخدم أن يجيب بنعم أنا إنسان، لعل هذا من الأسباب التى دفعت الروائي أحمد الشناوي أن يصرخ صرخة مدوية في وجه المجتمع بقوله أنا إنسان، اكيد هناك فلسفة وراء الرواية ومغزى من كتابتها والرسالة التى يوجهها للقارئ
وقع الكاتب أحمد الشناوي روايته الثانية ” انا إنسان” في ركن التوقيع بمعرض الشارقة الدولي للكتاب ٤٣ وسط لفيف من الإعلاميين والمهتمين بكتاباته الأدبية، والملفت للنظر هذا الاسم المغاير للواقع وكأنه يعيش في عالم موازي يتطلب اظهار هويته البشرية، وفي الحقيقة بعد قراء الرواية وجدت أن اسمها واقعي جداً خاصة وأن البشر كلمة تطلق على الجنس العامة في المظهر والشكل لكن الإنسانية تطلق على المضمون، فليس كل البشر إنسان ولكن كل إنسان بشر
اعتمد أحمد الشناوي في السرد على الراوي العالم الذي لا يهم ان يكون له اسم شائع أو مميز، فهو العين الراصدة للمواقف والقلم الذي يدون الملاحظات، ونجد أنه قسم الرواية إلى محطات كلل واحدة منها تحتاج لوقفة متعمقة ودراسة نفسية لما يتعرض له الإنسان من ضغوط نفسية قد تخرجه من كونه إنسان لتجعله ألة تقوم بعمل روتيني منزوع منها الشعور والإحساس بعد ما قاسته من قهر الإدارة العليا في العمل، وتعرضها لمأساة مدير فاشل لا يرتقي لمرحلة القيادة الداعمة للإنسانية وصاحب الخبرة الذي يرتقي بالموظف ويشعره بإنسانيته وكيانه، بالإضافة للضغوط الاستثنائية التى يواجها في معترك الحياة اليومية وعلى مدار الساعة
كما تناول الكاتب في روايته الدور السلبي الذي فرضته مواقع التواصل الاجتماعي على البشرية، ومدى مساهمتها في الفرقة وتحويل الضحكة الصافية المعبرة عن السعادة إلى ضحكة مكتوبة، والمجاملات الاجتماعية صارت عبارة عن آلية بضغطة زر تظهر الورود والقلوب الافتراضية، لذلك ينبغي على المرسل أن يكشف عن هويته هل هو إنسان أم مجرد تطبيق يقوم بتذكيرنا بذكريات مر عليها سنوات، وتعرض الكاتب للضغوط التى سببتها هذه الحياة الافتراضية من ضغوط عائلية ومظاهر براقة غير واقعية، تجذب المهتمين بها للمقارنة بين الواقعية والافتراضية ومطالبة أن تكون الحياة متطابقة وهذا مستحيل
وأشار أحمد الشناوي إلى خصائص الإنسانية ومواصفاتها، حب الخير وعمله بدون رياء واحترام المحتاج وتقديره واخفاء مظاهر الرياء والاعتماد على الإنسانية الحقيقية في دعم الفقراء والمحتاجين دون تصويرهم والتشهير بهم، بالإضافة لأولاد الشوارع الذين سقطوا في بئر التشرد بدون تدخل منهم ولكن المجتمع فشل في احتوائهم ورفعهم ودمجهم بصورة طبيعية
جاءت لغة أحمد الشناوي بسيطة وسهلة واعتمد على اللغة العامية في الحوار بينما الوصف جاء باللغة العربية الفصحى وبمرادفات واعية تنم عن توظيف اللغة في السرد والتصوير والتشويق، ودمجها بالعامية البيضاء لغة المثقفين لا تشعر بالملل أو أن الكاتب خرج عن السياق وإنما قبض على الحالة منذ بذا في الإهداء لوالده إلى نهاية الرواية عندما تركها مفتوحة أمام كل إنسان مهتم بإنسانيته